الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        باب كيف يستحلف قال تعالى يحلفون بالله لكم وقوله عز وجل ثم جاءوك يحلفون بالله إن أردنا إلا إحسانا وتوفيقا ويحلفون بالله إنهم لمنكم و يحلفون بالله لكم ليرضوكم فيقسمان بالله لشهادتنا أحق من شهادتهما يقال بالله وتالله و والله وقال النبي صلى الله عليه وسلم ورجل حلف بالله كاذبا بعد العصر ولا يحلف بغير الله

                                                                                                                                                                                                        2532 حدثنا إسماعيل بن عبد الله قال حدثني مالك عن عمه أبي سهيل بن مالك عن أبيه أنه سمع طلحة بن عبيد الله يقول جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو يسأله عن الإسلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس صلوات في اليوم والليلة فقال هل علي غيرها قال لا إلا أن تطوع فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وصيام شهر رمضان قال هل علي غيره قال لا إلا أن تطوع قال وذكر له رسول الله صلى الله عليه وسلم الزكاة قال هل علي غيرها قال لا إلا أن تطوع فأدبر الرجل وهو يقول والله لا أزيد على هذا ولا أنقص قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفلح إن صدق [ ص: 340 ]

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        [ ص: 340 ] قوله : ( باب كيف يستحلف ) هو بضم أوله وفتح اللام على البناء للمجهول .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( وقول الله عز وجل : ثم جاءوك يحلفون بالله ) إلى آخر ما ذكره من الآيات المناسبة لها ، وغرضه بذلك أنه لا يجب تغليظ الحلف بالقول ، قال ابن المنذر : اختلفوا فقالت طائفة : يحلفه بالله من غير زيادة ، وقال مالك : يحلفه بالله الذي لا إله إلا هـو ، وكذا قال الكوفيون والشافعي ، قال : فإن اتهمه القاضي غلظه عليه فيزيد : عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم الذي يعلم من السر ما يعلم من العلانية . ونحو ذلك . قال ابن المنذر : وبأي ذلك استحلفه أجزأ . والأصل في ذلك أنه إذا حلف بالله صدق عليه أنه حلف اليمين .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( يقال بالله ) أي بالموحدة ( وتالله ) أي بالمثناة ( ووالله ) أي بالواو ، وكلها ورد بها القرآن ، قال الله تعالى : قالوا تقاسموا بالله وقال تعالى : والله ربنا ما كنا مشركين وقال تعالى : تالله لقد آثرك الله علينا .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : ورجل حلف بالله كاذبا بعد العصر ) هو طرف من حديث أبي هريرة المتقدم قريبا موصولا في " باب اليمين بعد العصر " لكن بالمعنى ، وسيأتي في الأحكام بلفظ " فحلف لقد أعطي بها كذا فصدقه رجل ولم يعط بها " .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( ولا يحلف بغير الله ) هو من كلام المصنف على سبيل التكميل للترجمة ، وذلك مستفاد من حديث ابن عمر ثاني حديثي الباب حيث قال : من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت . ثم ذكر المصنف في الباب حديثين .

                                                                                                                                                                                                        أحدهما : حديث طلحة في قصة الرجل الذي سأل عن الإسلام ، وقد تقدم شرحه في كتاب الأيمان ، والغرض منه قوله : " فأدبر الرجل وهو يقول : والله لا أزيد على هذا ولا أنقص " فإنه يستفاد منه الاقتصار على الحلف بالله دون زيادة .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية