الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      الخياط

                                                                                      الإمام القدوة المقرئ ، شيخ الإسلام أبو منصور محمد بن أحمد بن علي بن عبد الرزاق البغدادي الخياط الزاهد .

                                                                                      ولد في سنة إحدى وأربعمائة فلو سمع في صباه ، لأدرك أصحاب القاضي المحاملي ، ولو تلا وهو حدث ، للحق أبا الحسن بن الحمامي .

                                                                                      سمع أبا القاسم بن بشران ، وعبد الغفار المؤدب ، وأبا بكر محمد بن عمر بن الأخضر ، وأبا الحسن بن القزويني ، وتلا على أبي نصر بن مسرور وغيره .

                                                                                      جلس لتعليم كتاب الله دهرا ، وتلا عليه أمم .

                                                                                      وروى عنه سبطاه : أبو محمد عبد الله ، والحسين بن ناصر ، [ ص: 223 ] والسلفي ، وخطيب الموصل ، وأحمد بن عبد الغني الباجسرائي وسعد الله بن الدجاجي ، وعدة .

                                                                                      قال السمعاني : صالح ثقة عابد ملقن ، له ورد بين العشائين بسبع وكان صاحب كرامات .

                                                                                      وقال ابن ناصر : كانت له كرامات .

                                                                                      وقال آخر : كان إمام مسجد ابن جردة بالحريم لقن العميان دهرا لله ، وكان يسأل لهم ، وينفق عليهم ، بحيث إن ابن النجار نقل في " تاريخه " أن أبا منصور الخياط بلغ عدد من أقرأهم من العميان سبعين ألفا ثم قال : هكذا رأيت بخط أبي نصر اليونارتي الحافظ .

                                                                                      قلت : هذا مستحيل ، والظاهر أنه أراد أن يكتب نفسا ، فسبقه القلم ، فخط ألفا ، ومن لقن القرآن لسبعين ضريرا ، فقد عمل خيرا كثيرا .

                                                                                      ونقل السلفي عن علي بن الأيسر العكبري قال : لم أر أكثر خلقا من جنازة أبي منصور ، رآها يهودي ، فاهتال لها وأسلم .

                                                                                      وقال أبو منصور بن خيرون : ما رأيت مثل يوم صلي على أبي منصور من كثرة الخلق .

                                                                                      [ ص: 224 ] قال السمعاني : رئي بعد موته ، فقال : غفر الله لي بتعليمي الصبيان الفاتحة . مات في المحرم سنة تسع وتسعين وأربعمائة .

                                                                                      وفيها مات أبو الفضل أحمد بن عبد المنعم بن الكريدي بدمشق ، وأبو سعد علي بن عبد الله بن أبي صادق الحيري ، وأبو الفوارس عمر بن المبارك الحرفي المحتسب ، وأبو نعيم محمد بن إبراهيم الواسطي ابن الجماري وأبو البركات محمد بن عبد الله بن الوكيل المقرئ ، وأبو البقاء الحبال .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية