الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        باب الرهن مركوب ومحلوب وقال مغيرة عن إبراهيم تركب الضالة بقدر علفها وتحلب بقدر علفها والرهن مثله

                                                                                                                                                                                                        2376 حدثنا أبو نعيم حدثنا زكرياء عن عامر عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول الرهن يركب بنفقته ويشرب لبن الدر إذا كان مرهونا

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        قوله : ( باب الرهن مركوب ومحلوب ) هذه الترجمة لفظ حديث أخرجه الحاكم وصححه من طريق الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعا قال الحاكم : لم يخرجاه ، لأن سفيان وغيره وقفوه على الأعمش انتهى . وقد ذكر الدارقطني الاختلاف على الأعمش وغيره ، ورجح الموقوف وبه جزم الترمذي ، وهو مساو لحديث الباب من حيث المعنى وفي حديث الباب زيادة .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( وقال مغيرة ) أي ابن مقسم ( عن إبراهيم ) أي النخعي ( تركب الضالة بقدر علفها وتحلب بقدر علفها ) وقع في رواية الكشميهني " بقدر عملها " والأول أصوب . وهذا الأثر وصله سعيد بن منصور عن هشيم عن مغيرة به .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( والرهن مثله ) أي في الحكم المذكور ، وقد وصله سعيد بن منصور بالإسناد المذكور ولفظه الدابة إذا كانت مرهونة تركب بقدر علفها ، وإذا كان لها لبن يشرب منه بقدر علفها ورواه حماد بن سلمة في جامعه عن حماد بن أبي سليمان عن إبراهيم بأوضح من هذا . ولفظه إذا ارتهن شاة شرب المرتهن من لبنها بقدر ثمن علفها ، فإن استفضل من اللبن بعد ثمن العلف فهو ربا .

                                                                                                                                                                                                        [ ص: 171 ] قوله : ( حدثنا زكريا ) هو ابن أبي زائدة .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( عن عامر ) هو الشعبي ، ولأحمد عن يحيى القطان عن زكريا " حدثني عامر " وليس للشعبي عن أبي هريرة في البخاري سوى هذا الحديث وآخر في تفسير الزمر وعلق له ثالثا في النكاح .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( الرهن يركب بنفقته ) كذا للجميع بضم أول يركب على البناء للمجهول ، وكذلك " يشرب " وهو خبر بمعنى الأمر ، لكن لم يتعين فيه المأمور ، والمراد بالرهن المرهون ، وقد أوضحه في الطريق الثانية حيث قال : " الظهر يركب بنفقته إذا كان مرهونا " .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( الدر ) بفتح المهملة وتشديد الراء مصدر بمعنى الدارة أي ذات الضرع ، وقوله : " لبن الدر " هو من إضافة الشيء إلى نفسه ، وهو كقوله تعالى : وحب الحصيد .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية