الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      الكندري

                                                                                      الوزير الكبير عميد الملك ، أبو نصر ، محمد بن منصور بن محمد الكندري ، وزير السلطان طغرلبك .

                                                                                      كان أحد رجال الدهر سؤددا وجودا وشهامة وكتابة ، وقد سماه محمد بن الصابئ في " تاريخه " ، وعلي بن الحسن الباخرزي في " الدمية " منصور بن محمد . وسماه محمد بن عبد الملك الهمذاني : أبا نصر محمد بن محمد بن منصور .

                                                                                      وكندر : من قرى نيسابور . ولد بها سنة خمس عشرة وأربعمائة .

                                                                                      تفقه وتأدب ، وكان كاتبا لرئيس ، ثم ارتقى وولي خوارزم ، وعظم ، ثم عصى على السلطان ، وتزوج بامرأة ملك خوارزم ، فتحيل السلطان حتى ظفر به ، وخصاه لتزوجه بها ، ثم رق له وتداوى وعوفي ، ووزر له [ ص: 114 ] وقدم بغداد ، ولقبه القائم سيد الوزراء ، وكان معتزليا ، له النظم والنثر فلما مات طغرلبك ; وزر لألب آرسلان قليلا ونكب .

                                                                                      يقال : غنته بنت الأعرابي في جوقها فطرب وأمر لها بألفي دينار ، ووهب أشياء ، ثم أصبح ، وقال : كفارة المجلس أن أتصدق بمثل ما بذلت البارحة .

                                                                                      وقيل : إنه أنشد عند قتله

                                                                                      إن كان بالناس ضيق عن منافستي فالموت قد وسع الدنيا على الناس     مضيت والشامت المغبون يتبعني
                                                                                      كل بكأس المنايا شارب حاسي



                                                                                      ما أسعدني بدولة بني سلجوق ! أعطاني طغرلبك الدنيا ، وأعطاني ألب آرسلان الآخرة .

                                                                                      ووزر تسع سنين ، وأخذوا أمواله ، منها ثلاثمائة مملوك . وقتل صبرا ، وطيف برأسه ، وما بلغنا عنه كبير إساءة ، لكن ما على غضب الملك عيار . قتل بمرو الروذ في ذي الحجة سنة ست وخمسين وأربعمائة وله اثنتان وأربعون سنة .

                                                                                      قيل : كان يؤذي الشافعية ، ويبالغ في الانتصار لمذهب أبي حنيفة . [ ص: 115 ]

                                                                                      ووزر بعده نظام الملك .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية