الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      [ ص: 99 ] الوني

                                                                                      إمام الفرضيين ، العلامة أبو عبد الله ، الحسين بن محمد بن عبد الواحد ، ابن الوني البغدادي ، الضرير ، الحاسب ، صاحب التصانيف .

                                                                                      سمع من : أبي الحسن أحمد بن محمد بن الصلت ، وأبي الحسن بن رزقويه ، وجماعة .

                                                                                      حدث عنه : أبو علي بن البناء ، وأبو الحسين بن الطيوري ، وأبو زكريا التبريزي اللغوي .

                                                                                      وكان ذا اختصاص بالقائم بأمر الله ، يكثر الحضور عنده ، فروى ابن النجار قال : أخبرنا الفخر الفارسي ، أخبرنا السلفي ، أنشدنا عبيد الله بن عبد العزيز الرسولي ، سمعت أبا عبد الله الوني الفرضي يقول : سمعت القائم بأمر الله ينشد لنفسه :

                                                                                      القلب من خمر التصابي منتشي هل لي غدير من شراب معطش [ ص: 100 ]     والنفس من برح الهوى مقتولة
                                                                                      ولكم قتيل في الهوى لم ينعش     جمعت علي من الغرام عجائب
                                                                                      خلفن قلبي في إسار موحش     خل يصد وعاذل متنصح
                                                                                      ومنازع يغري ونمام يشي

                                                                                      قال ابن ماكولا كان الوني متقدما في الفرائض ، له فيه تصانيف جيدة وكانت له يد في علوم ، كان حسن الذكاء ، سمعت أبا بكر الخطيب يقول : حضرنا مجلس محدث ومعنا الوني ، فأملى أحاديث ، وقمنا وقد حفظ الوني منها بضعة عشر حديثا .

                                                                                      سمع منه أبو حكيم الخبري وغيره .

                                                                                      وقال ابن خيرون : مات الوني في رابع ذي الحجة سنة خمسين وأربعمائة وكان عند الخليفة ، فاتفق أن كبست دار الخليفة ، وخرج الخليفة ، وقتل جماعة في الدار ، وضرب الوني بدبوس في رأسه ، وجرح في وجهه ، ومات منها شهيدا ، وكان أحد أئمة المسلمين . سمعت منه .

                                                                                      قلت : قتل في كائنة البساسيري .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية