الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        باب بول الصبيان

                                                                                                                                                                                                        220 حدثنا عبد الله بن يوسف قال أخبرنا مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أم المؤمنين أنها قالت أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بصبي فبال على ثوبه فدعا بماء فأتبعه إياه

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        قوله : ( باب بول الصبيان ) بكسر الصاد ويجوز ضمها جمع صبي أي ما حكمه وهل يلتحق به بول الصبايا - جمع صبية - أم لا ، وفي الفرق أحاديث ليست على شرط المصنف : منها حديث علي مرفوعا في بول الرضيع ينضح بول الغلام ويغسل بول الجارية . أخرجه أحمد وأصحاب السنن إلا النسائي من طريق هشام عن قتادة عن أبي حرب بن أبي الأسود عن أبيه عنه قال قتادة : هذا ما لم يطعما الطعام وإسناده صحيح . ورواه سعيد عن قتادة فوقفه وليس ذلك بعلة قادحة .

                                                                                                                                                                                                        ومنها حديث لبابة بنت الحارث مرفوعا " إنما يغسل من بول الأنثى وينضح من بول الذكر " أخرجه أحمد وابن ماجه وصححه ابن خزيمة وغيره . ومنها حديث أبي السمح نحوه بلفظ " يرش " رواه أبو داود والنسائي ، وصححه ابن خزيمة أيضا .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( بصبي ) يظهر لي أن المراد به ابن أم قيس المذكور بعده ويحتمل أن يكون الحسن بن علي أو الحسين ، فقد روى الطبراني في الأوسط من حديث أم سلمة بإسناد حسن قالت : " بال الحسن - أو الحسين - على بطن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتركه حتى قضى بوله ثم دعا بماء فصبه عليه " . ولأحمد عن أبي ليلى نحوه . ورواه الطحاوي من طريقه قال " فجيء بالحسن " ولم يتردد ، وكذا للطبراني عن أبي أمامة . وإنما رجحت أنه غيره ; لأنه عند المصنف في العقيقة من طريق يحيى القطان عن هشام بن عروة " أتي النبي - صلى الله عليه وسلم - بصبي يحنكه " وفي قصته أنه بال على ثوبه وأما قصة الحسن ففي حديث أبي ليلى وأم سلمة أنه بال على بطنه - صلى الله عليه وسلم - . وفي حديث زينب بنت جحش عند الطبراني " أنه جاء وهو يحبو والنبي - صلى الله عليه وسلم - نائم فصعد على بطنه ووضع ذكره في سرته فبال " فذكر الحديث بتمامه فظهرت التفرقة بينهما .

                                                                                                                                                                                                        ) قوله : ( فأتبعه ) بإسكان المثناة أي : أتبع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - البول الذي على الثوب الماء يصبه عليه . زاد مسلم من طريق عبد الله بن نمير عن هشام " فأتبعه ولم يغسله " . ولابن المنذر من طريق الثوري عن هشام " فصب عليه الماء " وللطحاوي من طريق زائدة الثقفي عن هشام " فنضحه عليه " .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية