الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        باب ترك النبي صلى الله عليه وسلم والناس الأعرابي حتى فرغ من بوله في المسجد

                                                                                                                                                                                                        216 حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا همام أخبرنا إسحاق عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى أعرابيا يبول في المسجد فقال دعوه حتى إذا فرغ دعا بماء فصبه عليه

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        قوله : ( باب ترك النبي - صلى الله عليه وسلم - والناس الأعرابي ) اللام فيه للعهد الذهني ، وقد تقدم أن الأعرابي واحد الأعراب وهم من سكن البادية عربا كانوا أو عجما ، وإنما تركوه يبول في المسجد لأنه كان [ ص: 386 ] شرع في المفسدة فلو منع لزادت إذ حصل تلويث جزء من المسجد ، فلو منع لدار بين أمرين : إما أن يقطعه فيتضرر ، وإما أن لا يقطعه فلا يأمن من تنجيس بدنه أو ثوبه ، أو مواضع أخرى من المسجد .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( همام ) هو ابن يحيى ، وإسحاق هو ابن عبد الله بن أبي طلحة .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( عن أنس ) ولمسلم " حدثني أنس " .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( رأى أعرابيا ) حكى أبو بكر التاريخي عن عبد الله بن نافع المزني [1] أنه الأقرع بن حابس التميمي ، وقيل غيره كما سيأتي قريبا .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( في المسجد ) أي : مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم - .

                                                                                                                                                                                                        قوله ( فقال دعوه ) كان هذا الأمر بالترك عقب زجر الناس له كما سيأتي .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( حتى ) أي : فتركوه حتى فرغ من بوله ، فلما فرغ دعا النبي - صلى الله عليه وسلم - بماء أي : في دلو كبير ( فصبه ) أي : فأمر بصبه كما سيأتي ذلك كله صريحا . وقد أخرج مسلم هذا الحديث من طريق عكرمة بن عمار عن إسحاق فساقه مطولا بنحو مما شرحناه ، وزاد فيه : ثم إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دعاه فقال له " إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول ولا القذر ، إنما هي لذكر الله تعالى والصلاة وقراءة القرآن " وسنذكر فوائده في الباب الآتي بعده إن شاء الله تعالى .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية