الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      ابن السمسار

                                                                                      الشيخ الجليل ، المسند العالم ، أبو الحسن ، علي بن موسى بن الحسين ، ابن السمسار الدمشقي .

                                                                                      حدث عن : أبيه ، وأخيه المحدث أبي العباس محمد ، وأخيه الآخر أحمد ، وأبي القاسم علي بن أبي العقب ، وأبي عبد الله محمد بن إبراهيم بن مروان ، وأحمد بن أبي دجانة ، وأبي علي بن آدم الفزاري ، وأبي عمر بن فضالة ومظفر بن حاجب بن أركين ، والدارقطني ، والفقيه أبي زيد المروزي وحمل عنه " صحيح " البخاري ، وروى عن خلق كثير . [ ص: 507 ]

                                                                                      وكان مسند أهل الشام في زمانه .

                                                                                      حدث عنه : عبد العزيز الكتاني ، وأبو نصر بن طلاب ، وأبو القاسم المصيصي ، والحسن بن أحمد بن أبي الحديد ، والفقيه نصر بن إبراهيم ، وأحمد بن عبد المنعم الكريدي ، وسعد بن علي الزنجاني ، وآخرون .

                                                                                      قال الكتاني : كان فيه تشيع وتساهل .

                                                                                      وقال أبو الوليد الباجي : فيه تشيع يفضي به إلى الرفض ، وهو قليل المعرفة ، في أصوله سقم .

                                                                                      مات ابن السمسار في صفر سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة ، وقد كمل التسعين ، وتفرد بالرواية عن ابن أبي العقب وطائفة ، ولعل تشيعه كان تقية لا سجية ، فإنه من بيت الحديث ، ولكن غلت الشام في زمانه بالرفض ، بل ومصر والمغرب بالدولة العبيدية ، بل والعراق وبعض العجم بالدولة البويهية ، واشتد البلاء دهرا ، وشمخت الغلاة بأنفها ، وتواخى الرفض والاعتزال حينئذ ، والناس على دين الملك ، نسأل الله السلامة في الدين .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية