الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      [ ص: 297 ] ابن ميلة

                                                                                      الإمام القدوة ، شيخ الإسلام ، أبو الحسن ، علي بن ماشاذه محمد بن أحمد بن ميلة بن خرة الأصبهاني الزاهد الفرضي ، شيخ الصوفية .

                                                                                      ولد سنة نيف وعشرين وثلاثمائة .

                                                                                      وسمع من : أبي عمرو أحمد بن محمد بن إبراهيم بن حكيم ، ومحمد بن محمد بن يونس الأبهري ، وأبي علي أحمد بن محمد بن إبراهيم الصحاف ، ومحمد بن أحمد بن علي الأسواري وعبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس ، ومحمد بن عبد الله بن أسيد ، وأبي علي أحمد بن محمد بن عاصم ، وعبد الله بن محمد بن عيسى الخشاب ، والقاضي أبي أحمد العسال ، وغياث بن محمد ، وعدة .

                                                                                      وأملى عدة مجالس وقع لنا منها .

                                                                                      حدث عنه : رجاء بن قولويه ، وأبو عبد الله الثقفي الرئيس ، وأبو الحسين سعيد بن محمد الجوهري ، وأحمد بن عبد الله السوذرجاني ، وأخوه محمد بن عبد الله ، وأبو نصر عبد الرحمن بن محمد السمسار ، وآخرون . [ ص: 298 ]

                                                                                      وحديثه من أعلى مرويات السلفي .

                                                                                      قال أبو نعيم الحافظ صحب أبا بكر عبد الله بن إبراهيم بن واضح ، وأبا جعفر محمد بن الحسن ، وزاد عليهما في طريقهما خلقا وفتوة ، جمع بين علم الظاهر وعلم الباطن ، لا تأخذه في الله لومة لائم ، وكان ينكر على المتشبهة بالصوفية وغيرهم من الجهال فساد مقالاتهم في الحلول والإباحة والتشبيه ، وغير ذلك من ذميم أخلاقهم ، فعدلوا عنه لما دعاهم إلى الحق جهلا وعنادا ، وانفرد في وقته بالرواية ثم سمى جماعة .

                                                                                      قال : وتوفي يوم عيد الفطر سنة أربع عشرة وأربعمائة .

                                                                                      وقال أبو بكر أحمد بن جعفر اليزدي سمعت الإمام أبا عبد الله بن منده وقت قدومه من خراسان ، سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة يقول -وعنده أبو جعفر ولد القاضي أبي أحمد العسال وعدة مشايخ - فسأله ابن العسال عن أخبار مشايخ البلاد التي شاهدها فقال : طفت الشرق والغرب لم أر في الدنيا مثل رجلين : أحدهما ولدك ، والثاني أبو الحسن بن ماشاذه الفقيه ، ومن عزمي أن أجعله وصيي ، وأسلم كتبي إليه ، فإنه أهل له . أو كما قال .

                                                                                      قرأت على إسحاق الأسدي ، أخبركم يوسف بن خليل ، أخبرنا أبو المكارم التيمي ، أخبرنا أبو علي المقرئ ، أخبرنا أبو نعيم في " الحلية " له قال : ختم التحقيق بطريقة المتصوفة بأبي الحسن علي بن ماشاذه ، لما أولاه الله - تعالى - من فنون العلم والسخاء والفتوة ، كان عارفا بالله ، فقيها عاملا ، له من الأدب الحظ الجزيل . [ ص: 299 ]

                                                                                      أخبرنا الأستاذ بلال المغيثي أخبرنا ابن رواج ، أخبرنا أبو طاهر السلفي ، أخبرنا محمد وأحمد ابنا عبد الله قالا : أخبرنا علي بن محمد إملاء ، حدثنا أبو علي الصحاف ، حدثنا أحمد بن مهدي ، حدثنا ثابت بن محمد ، حدثنا سفيان الثوري ، عن أبي الزبير ، عن جابر قال : قال النبي -صلى الله عليه وسلم- : لا يقطع الصلاة الكشر ، ولكن تقطعها القرقرة .

                                                                                      هذا حديث منكر مع قوة إسناده ، والعجب من البخاري حدث عن ثابت بن محمد الزاهد في " صحيحه " ! وذكره في كتاب " الضعفاء " . وقال فيه أبو حاتم : صدوق .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية