الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                باب النزول بمكة للحاج وتوريث دورها

                                                                                                                1351 حدثني أبو الطاهر وحرملة بن يحيى قالا أخبرنا ابن وهب أخبرنا يونس بن يزيد عن ابن شهاب أن علي بن حسين أخبره أن عمرو بن عثمان بن عفان أخبره عن أسامة بن زيد بن حارثة أنه قال يا رسول الله أتنزل في دارك بمكة فقال وهل ترك لنا عقيل من رباع أو دور وكان عقيل ورث أبا طالب هو وطالب ولم يرثه جعفر ولا علي شيئا لأنهما كانا مسلمين وكان عقيل وطالب كافرين

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                قوله : ( يا رسول الله أتنزل في دارك بمكة ؟ قال : وهل ترك لنا عقيل من رباع أو دور . وكان عقيل ورث أبا طالب هو وطالب ، ولم يرثه جعفر ولا علي شيئا ؛ لأنهما كانا مسلمين ، وكان عقيل وطالب كافرين ) ، قال القاضي عياض : لعله أضاف الدار إليه صلى الله عليه وسلم لسكناه إياها مع أن أصلها كان لأبي طالب ؛ لأنه الذي كفله ، ولأنهلأنه أكبر ولد عبد المطلب ، فاحتوى على أملاك عبد المطلب وحازها وحده لسنه على عادة الجاهلية .

                                                                                                                قال : ويحتمل أن يكون عقيل باع جميعها وأخرجها عن أملاكهم كما فعل أبو سفيان وغيره بدور من هاجر [ ص: 480 ] من المؤمنين ، قال الداودي : فباع عقيل جميع ما كان للنبي صلى الله عليه وسلم ، ولمن هاجر من بني عبد المطلب .

                                                                                                                وقوله صلى الله عليه وسلم : وهل ترك لنا عقيل من دار : فيه دلالة لمذهب الشافعي وموافقيه أن مكة فتحت صلحا ، وأن دورها مملوكة لأهلها ، لها حكم سائر البلدان في ذلك ، فتورث عنهم ، ويجوز لهم بيعها ورهنها وإجارتها وهبتها والوصية بها ، وسائر التصرفات ، وقال مالك وأبو حنيفة والأوزاعي وآخرون : فتحت عنوة ، ولا يجوز شيء من هذه التصرفات ، وفيه : أن المسلم لا يرث الكافر ، وهذا مذهب العلماء كافة إلا ما روي عن إسحاق بن راهويه وبعض السلف : أن المسلم يرث الكافر ، وأجمعوا أن الكافر لا يرث المسلم ، وستأتي المسألة في موضعها مبسوطة إن شاء الله تعالى . والله أعلم .




                                                                                                                الخدمات العلمية