الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      القاسم بن حمود بن ميمون

                                                                                      الإدريسي ، والي إمرة الأندلس بعد مقتل أخيه علي بن حمود سنة ثمان .

                                                                                      وكان هادئا ساكنا ، أمن الناس معه ، وكان يتشيع قليلا ، فبقي في الملك إلى سنة اثنتي عشرة وأربعمائة ، في ربيع الأول ، فخرج عليه ابن أخيه يحيى بن علي بن حمود المعتلي ، فهرب القاسم من غير قتال إلى إشبيلية ، فاستمال البربر ، وجمع وحشد ، وجاء إلى قرطبة ، فهرب منه المعتلي ، ثم اضطرب أمر القاسم بعد قليل ، وخذله البربر ، وتفرقوا في سنة أربع عشرة ، [ ص: 137 ] وتغلبت كل فرقة على بلد من الأندلس ، وجرت خطوب وأمور يطول شرحها ، فلحق القاسم بشريش فقصده المعتلي ، وحاصره ، فظفر به ، وسجنه دهرا ، وأما أهل إشبيلية ، فطردوا عنها ابني القاسم بن حمود ، وأمروا عليهم ثلاثة : قاضي البلد محمد بن إسماعيل بن عباد ، ومحمد بن يريم الألهاني ، ومحمد بن الحسن الزبيدي ، فساسوهم ، ثم تملك عليهم القاضي ، وأظهر لهم ذلك الحصري الذي يقال : إنه المؤيد كما قدمنا ، وتملك مالقة يحيى المعتلي والجزيرة الخضراء وغلب أخوه إدريس بن علي على طنجة وطال أسر القاسم ، وعاش ثمانين سنة ، ثم خنق في سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية