الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              59 - حارثة بن النعمان

              وذكر حارثة بن النعمان الأنصاري النجاري في أهل الصفة ، وحكاه عن أبي عبد الرحمن النسائي . وكان من أهل بدر ، وأحد الثمانين الذين ثبتوا يوم حنين ولم يفروا ، وأصيب ببصره في آخر عمره .

              حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا إسحاق بن إبراهيم ، أخبرنا عبد الرزاق ، عن معمر ، عن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة ، قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " نمت فرأيتني في الجنة ، فسمعت صوت قارئ ، فقلت : من هذا ؟ قالوا : حارثة بن النعمان ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كذلك البر كذلك البر " ، وكان أبر الناس بأمه . رواه ابن أبي عتيق ، عن الزهري ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبي هريرة مثله .

              حدثنا أبو عمرو بن حمدان ، ثنا الحسن بن سفيان ، ثنا يعقوب بن يوسف الصفار ، ثنا ابن أبي فديك ، عن محمد بن عثمان ، عن أبيه ، قال : كان حارثة بن النعمان قد ذهب بصره ، فاتخذ خيطا من مصلاه إلى باب الحجرة ووضع عنده مكتلا فيه تمر ، فإذا جاء المسكين فسلم ، أخذ من ذلك المكتل ثم أخذ بطرف الخيط حتى يناوله وكان أهله يقولون له : نحن نكفيك ، فيقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " مناولة المسكين تقي ميتة السوء " .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية