الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      الجلودي

                                                                                      الإمام الزاهد القدوة الصادق أبو أحمد النيسابوري الجلودي ، راوي " صحيح مسلم " عن إبراهيم بن محمد بن سفيان الفقيه .

                                                                                      حدث عن : عبد الله بن شيرويه ، وابن سفيان ، وأحمد بن إبراهيم [ ص: 302 ] بن عبد الله ، وأبي بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة ، وأبي بكر محمد بن زنجويه القشيري ، ومحمد بن المسيب الأرغياني ، وأبي العباس السراج وعدة ، ولم يرحل .

                                                                                      حدث عنه : أبو عبد الله الحاكم ، وأحمد بن الحسن بن بندار ، وأبو سعيد عمر بن محمد ، وأبو سعيد محمد بن علي النقاش ، وأبو محمد بن يوسف ، وأبو الحسين بن عبد الغافر بن محمد الفارسي ، وآخرون .

                                                                                      قال الحاكم في " تاريخه " : محمد بن عيسى بن محمد بن عبد الرحمن الزاهد ، أبو أحمد الجلودي ، كذا سمى أباه وجده ، وقال : هو من كبار عباد الصوفية . صحب أصحاب الشيخ أبي حفص النيسابوري ، وكان يورق بالأجرة ، ويأكل من كسب يده ، وكان ينتحل مذهب سفيان الثوري ويعرفه .

                                                                                      وقال الحاكم أيضا ، وسئل عن الجلودي ، فقال : كان من أعيان الفقراء والزهاد ، ومن أصحاب المعاملات في التصوف . ضاعت سماعاته من ابن سفيان ، فنسخ البعض من نسخة لم يكن له فيها سماع .

                                                                                      قال أيضا : ختم بوفاته سماع كتاب مسلم ، فإن كل من حدث به بعده عن إبراهيم بن سفيان ، فإنه غير ثقة .

                                                                                      وقال ابن نقطة : رأيت نسبه بخط غير واحد من الحفاظ : محمد بن عيسى بن عمرويه بن منصور .

                                                                                      قال الحاكم : مات الجلودي في الرابع والعشرين من ذي الحجة سنة ثمان وستين وثلاثمائةوهو ابن ثمانين . ودفن بمقبرة الحيرة .

                                                                                      قال ابن دحية : اختلف في الجلودي ، فقيل : بفتح الجيم التفاتا إلى ما [ ص: 303 ] ذكره يعقوب في " إصلاح المنطق " ، ونقله ابن قتيبة في " الأدب " ، وليس ذا من ذاك في شيء . إن الذي ذكره يعقوب هو رجل منسوب إلى جلود : قرية من قرى إفريقية ، بينه وبين ابن عمرويه هذا أعوام عديدة . وهذا متأخر ، كان يحدث في الدار التي تباع فيها الجلود للسلطان . والصواب عند النحويين أن يقال : الجلدي ، لأنك إذا نسبت إلى الجمع رددت إلى الواحد ، كقولك : صحفي وفرضي .

                                                                                      قلت : وتوفي في سنة ثمان القطيعي والخطيب أحمد بن صالح البروجردي الذي حدث ببغداد عن إبراهيم بن ديزيل ، وإمام النحو أبو سعيد الحسن بن عبد الله بن المرزبان السيرافي القاضي ببغداد ، وأبو علي الحسين بن إبراهيم بن أبي الزمزام الدمشقي الفرضي ، والحافظ أبو القاسم الآبندوني ، والمقرئ أبو القاسم عبد الله بن الحسن بن سليمان بن النخاس البغدادي ، والقاضي عيسى بن حامد الرخجي ، والمعمر محمد بن عبيدون القرطبي خاتمة من روى عن ابن وضاح ، والحافظ أبو الحسين الحجاجي ، والفقيه أبو حاتم محمد بن يعقوب بن إسحاق بن محمود الهروي ، والأمير البطل الموصوف بالشجاعة هفتكين التركي الشرابي الذي تملك دمشق .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية