الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 162 ] بسم الله الرحمن الرحيم سنة ست من الهجرة النبوية

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      قال البيهقي : يقال : في المحرم منها كانت سرية محمد بن مسلمة قبل نجد ، وأسروا فيها ثمامة بن أثال اليمامي . قلت : لكن في سياق ابن إسحاق ، عن سعيد المقبري عن أبي هريرة أنه شهد ذلك ، وهو إنما هاجر بعد خيبر فتؤخر إلى ما بعدها . والله أعلم .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وهي السنة التي كان في أوائلها غزوة بني لحيان ، على الصحيح .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      قال ابن إسحاق : وكان فتح بني قريظة في ذي القعدة وصدر من ذي الحجة . وولي تلك الحجة المشركون . يعني في سنة خمس كما تقدم . قال : ثم أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة ذا الحجة والمحرم وصفر وشهري ربيع ، وخرج في جمادى الأولى على رأس ستة أشهر من فتح قريظة إلى بني لحيان يطلب بأصحاب الرجيع خبيب وأصحابه ، وأظهر أنه يريد الشام ليصيب من القوم غرة . [ ص: 163 ]

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      قال ابن هشام واستعمل على المدينة ابن أم مكتوم والمقصود أنه عليه السلام ، لما انتهى إلى منازلهم هربوا من بين يديه ، فتحصنوا في رءوس الجبال فمال إلى عسفان فلقي بها جمعا من المشركين ، وصلى بها صلاة الخوف . وقد تقدم ذكر هذه الغزوة في سنة أربع ، وهنالك ذكرها البيهقي ، والأشبه ما ذكره ابن إسحاق أنها كانت بعد الخندق ، وقد ثبت أنه صلى بعسفان يوم بني لحيان ، فلتكتب هاهنا ، وتحول من هناك اتباعا لإمام أصحاب المغازي في زمانه وبعده ، كما قال الشافعي رحمه الله : من أراد المغازي فهو عيال على محمد بن إسحاق . وقد قال كعب بن مالك في غزوة بني لحيان :


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      لو ان بني لحيان كانوا تناظروا لقوا عصبا في دارهم ذات مصدق     لقوا سرعانا يملأ السرب روعه
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      أمام طحون كالمجرة فيلق [ ص: 164 ]     ولكنهم كانوا وبارا تتبعت
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      شعاب حجار غير ذي متنفق

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية