الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا

                                                                                                                                                                                                                                      23 - من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه أي: فيما عاهدوه عليه؛ فحذف الجار؛ كما في المثل: "صدقني سن بكره"؛ أي: صدقني في سن بكره؛ بطرح الجار؛ وإيصال الفعل إليه؛ نذر رجال من الصحابة أنهم إذا لقوا حربا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثبتوا؛ وقاتلوا حتى يستشهدوا؛ وهم عثمان بن عفان؛ وطلحة؛ وسعد بن زيد؛ وحمزة؛ ومصعب؛ وغيرهم؛ فمنهم من قضى نحبه ؛ أي: مات شهيدا؛ كحمزة؛ ومصعب؛ وقضاء النحب صار عبارة عن الموت؛ لأن كل حي من المحدثات لا بد له أن يموت؛ فكأنه نذر لازم في رقبته؛ فإذا مات فقد قضى نحبه؛ أي: نذره؛ ومنهم من ينتظر ؛ الموت؛ [ ص: 26 ] كعثمان؛ وطلحة؛ وما بدلوا ؛ العهد؛ تبديلا ؛ ولا غيروه؛ لا المستشهد؛ ولا من ينتظر الشهادة؛ وفيه تعريض لمن بدلوا من أهل النفاق؛ ومرضى القلوب؛ كما مر في قوله (تعالى): ولقد كانوا عاهدوا الله من قبل لا يولون الأدبار

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية