الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      ابن مقسم

                                                                                      العلامة المقرئ أبو بكر محمد بن الحسن بن يعقوب بن الحسن ابن مقسم البغدادي العطار ، شيخ القراء .

                                                                                      [ ص: 106 ] ولد سنة خمس وستين ومائتين ، وسمع أبا مسلم الكجي ، ومحمد بن سليمان الباغندي ، لقيه في سنة ثمان وسبعين ، وجعفرا الفريابي ، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة ، وموسى بن إسحاق ، ومحمد بن يحيى المروزي ، وعدة . وتلا على إدريس الحداد صاحب خلف ، وعلى داود بن سليمان ، تلميذ نصير ، وعلى أبي قبيصة حاتم الموصلي ، وطائفة . وأخذ العربية عن ثعلب .

                                                                                      وتصدر للإقراء . فتلا عليه إبراهيم بن أحمد الطبري ، وأبو الفرج النهرواني ، وأبو الحسن الحمامي ، وابن داود الرزاز ، والفرج بن محمد القاضي ، وآخرون .

                                                                                      وحدث عنه ابن رزقويه ، وأبو علي بن شاذان ، وجماعة .

                                                                                      قال الخطيب : ثقة ، من أحفظ الناس لنحو الكوفيين ، وأعرفهم بالقراءات . صنف في التفسير والمعاني . قال : وطعن عليه بأن عمد إلى حروف تخالف الإجماع فأقرأ بها . فأنكر عليه ، واستتابه السلطان في الدولة بحضرة الفقهاء والقراء ، وكتبوا محضرا بتوبته . وقيل : لم ينزع فيما بعد ، بل كان يقرئ بها .

                                                                                      قال ابن أبي هاشم : نبغ في عصرنا من زعم أن كل ما صح له وجه في العربية لحرف يوافق خط المصحف ، فقراءته جائزة في الصلاة وغيرها .

                                                                                      قال أبو أحمد الفرضي : رأيت ابن مقسم كأنه يصلي مستدبر القبلة .

                                                                                      [ ص: 107 ] قلت : توفي في ربيع الآخر سنة أربع وخمسين وثلاثمائة وقيل : سنة خمس وخمسين .

                                                                                      وله من التصانيف : كتاب " الأنوار في علم القرآن " ، و " المدخل إلى علم الشعر " ، و " كتاب في النحو " كبير ، وكتاب " المصاحف " ، وكتاب " الوقف والابتداء " ، و " كتاب اختياره في القراءات " ، وأشياء .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية