الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      النقاش

                                                                                      العلامة المفسر ، شيخ القراء أبو بكر محمد بن الحسن بن محمد بن زياد ، الموصلي ثم البغدادي النقاش .

                                                                                      [ ص: 574 ] ولد سنة ست وستين ومائتين .

                                                                                      وحدث عن إسحاق بن سنين ، وأبي مسلم الكجي ، وإبراهيم بن زهير ، ومطين ، ومحمد بن عبد الرحمن الهروي ، والحسن بن سفيان ، وابن خزيمة ، ومحمد بن علي الصائغ ، وخلق .

                                                                                      وتلا على هارون الأخفش ، وأحمد بن أنس - بدمشق - وعلى الحسن بن الحباب ، وغيره ببغداد ، وعلى الحسن بن أبي مهران بالري ، وعلى أبي ربيعة محمد بن إسحاق ، وعدة .

                                                                                      قرأ عليه أبو بكر بن مهران ، وعبد العزيز بن جعفر الفارسي ، وأبو الحسن بن الحمامي ، وإبراهيم بن أحمد الطبري ، وأبو الفرج الشنبوذي ، وعلي بن محمد العلاف ، وعلي بن جعفر السعيدي ، وأبو الفرج النهرواني ، والحسن بن علي بن بشار ، وخلق ، آخرهم موتا أبو القاسم علي بن محمد الزيدي الحراني .

                                                                                      روى عنه : ابن مجاهد -وهو من شيوخه - والدارقطني ، وابن شاهين ، وأبو أحمد الفرضي ، وأبو علي بن شاذان ، وأبو القاسم الحرفي .

                                                                                      وهو مؤلف " شفاء الصدور " في التفسير .

                                                                                      وكان واسع الرحلة ، قديم اللقاء ، وهو في القراءات أقوى منه في الروايات .

                                                                                      وله كتاب " الإشارة في غريب القرآن " ، وكتاب " المناسك " ، و " دلائل النبوة " ، و " المعاجم الثلاثة " : أوسط وأكبر وأصغر ; فالأكبر في معرفة المقرئين ، وله كتاب كبير في التفسير نحو من أربعين مجلدا ، وكتاب [ ص: 575 ] " القراءات بعللها " ، وكتاب " السبعة " ، وكتاب " ضد العقل " وكتاب " أخبار القصاص " وأشياء . ولو تثبت في النقل لصار شيخ الإسلام .

                                                                                      قال أبو عمرو الداني : هو مقبول الشهادة . حدثنا فارس ، سمعت عبد الله بن الحسين ، سمعت ابن شنبوذ ، يقول : خرجت من دمشق ، فإذا بقافلة فيها النقاش وبيده رغيف ، فقال لي : ما فعل الأخفش ؟ قلت : توفي . قال : ثم انصرف النقاش ، وقال : قرأت على الأخفش .

                                                                                      وقال طلحة بن محمد الشاهد : كان النقاش يكذب في الحديث ، والغالب عليه القصص .

                                                                                      وقال أبو بكر البرقاني : كل حديث النقاش منكر

                                                                                      وقال الحافظ هبة الله اللالكائي : تفسير النقاش اشف الصدور ; لا شفاء الصدور .

                                                                                      وقال الخطيب : في حديثه مناكير بأسانيد مشهورة .

                                                                                      روى أبو بكر ، عن أبي غالب ، عن جده معاوية بن عمرو ، عن زائدة ، عن ليث ، عن مجاهد ، عن ابن عمر ، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : إن الله لا يقبل دعاء حبيب على حبيبه .

                                                                                      [ ص: 576 ] قال الدارقطني : فرجع عنه حين قلت له هو موضوع .

                                                                                      قال الخطيب : قد رواه أبو علي الكوكبي ، عن أبي غالب .

                                                                                      وقال الدارقطني : قال النقاش : كسرى أبو شروان . جعلها كنية ، وكان يدعو : لا رجعت يد قصدتك صفراء من عطائك ; وإنما هي صفرا .

                                                                                      قال الخطيب : سمعت ابن الفضل القطان يقول : حضرت النقاش وهو يجود بنفسه في ثالث شوال سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة ، فنادى بأعلى صوته لمثل هذا فليعمل العاملون يرددها ثلاثا . ثم خرجت نفسه رحمه الله .

                                                                                      قلت : قد اعتمد الداني في " التيسير " على رواياته للقراءات . فالله أعلم ، فإن قلبي لا يسكن إليه ، وهو عندي متهم ، عفا الله عنه .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية