الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ ريم ]

                                                          ريم : الريم : البراح ، والفعل رام يريم إذا برح . يقال : ما يريم يفعل ذلك أي : ما يبرح . ابن سيده : يقال ما رمت أفعله وما رمت المكان وما رمت منه . وريم بالمكان : أقام به . وفي الحديث : أنه قال للعباس لا ترم من منزلك غدا أنت وبنوك . أي : لا تبرح ، وأكثر ما يستعمل في النفي ، وفي حديث آخر : فوالكعبة ما راموا أي : ما برحوا . الجوهري : يقال رامه يريمه ريما أي : برحه . يقال : لا ترمه أي : لا تبرحه ، وقال ابن أحمر :


                                                          فألقى اتهامي منهما بلطاته وأحلط هذا لا أريم مكانيا



                                                          ويقال : رمت فلانا ورمت من عند فلان بمعنى ; قال الأعشى :


                                                          أبانا فلا رمت من عندنا     فإنا بخير إذا لم ترم

                                                          أي : لا برحت . والريم : التباعد ، ما يريم . قال أبو العباس : وكان ابن الأعرابي يقول في قولهم : يا رمت بكر قد رمت ، قال : وغيره لا يقوله إلا بحرف جحد ، قال وأنشدني :


                                                          هل رامني أحد أراد خبيطتي     أم هل تعذر ساحتي وجنابي



                                                          يريد : هل برحني ، وغيره ينشده : ما رامني . ويقال : ريم فلان على فلان إذا زاد عليه . والريم : الزيادة والفضل . يقال : لها ريم على هذا أي : فضل ، قال العجاج :


                                                          والعصر قبل هذه العصور     مجرسات غرة الغرير
                                                          بالزجر والريم على المزجور



                                                          أي : من زجر فعليه الفضل أبدا لأنه إنما يزجر عن أمر قصر فيه ، وأنشد ابن الأعرابي أيضا :


                                                          فأقع كما أقعى أبوك على استه     يرى أن ريما فوقه لا يعادله



                                                          والريم : الدرجة والدكان ، يمانية والريم : النصيب يبقى من الجزور ، وقيل : هو عظم يبقى بعدما يقسم لحم الجزور والميسر ، وقيل : هو عظم يفضل لا يبلغهم جميعا فيعطاه الجزار ، قال اللحياني : يؤتى بالجزور فينحرها صاحبها ثم يجعلها على وضم وقد جزأها عشرة أجزاء على الوركين والفخذين والعجز والكاهل والزور والملحاء والكتفين ، وفيهما العضدان ، ثم يعمد إلى الطفاطف وخرز الرقبة فيقسمها صاحبها على تلك الأجزاء بالسوية ، فإن بقي عظم أو بضعة فذلك الريم ، ثم ينتظر به الجازر من أراده فمن فاز قدحه فأخذه يثبت به ، وإلا فهو للجازر ، قال شاعر من حضرموت :


                                                          وكنتم كعظم الريم لم يدر جازر     على أي بدأي مقسم اللحم يجعل



                                                          قال ابن سيده : هكذا أنشده اللحياني ، ورواية يعقوب : يوضع ، قال : والمعروف ما أنشده اللحياني ، ولم يرو يوضع أحد غير يعقوب ، قال ابن بري : البيت لأوس بن حجر من قصيدة عينية وهو للطرماح الأجئي من قصيدة لامية ، وقيل : لأبي شمر بن حجر ، قال : وصوابه يجعل مكان يوضع ، قال : وكذا أنشده ابن الأعرابي وغيره ; وقبله :


                                                          أبوكم لئيم غير حر وأمكم     بريدة إن ساءتكم لا تبدل



                                                          والريم : القبر ، وقيل : وسطه ، قال مالك بن الريب :


                                                          إذا مت فاعتادي القبور وسلمي     على الريم أسقيت الغمام الغواديا



                                                          والريم : آخر النهار إلى اختلاط الظلمة . ويقال : عليك نهار ريم أي : عليك نهار طويل . يقال : قد بقي ريم من النهار وهي الساعة الطويلة . وريم بالرجل إذا قطع به ، وقال :


                                                          وريم بالساقي الذي كان معي



                                                          ابن السكيت : وريم فلان بالمكان ترييما أقام به . وريمت السحابة فأغضنت إذا دامت فلم تقلع . قال ابن بري : ريم زاد في السير من الريم ، وهو الزيادة والفضل ، وعليه قول أبي الصلت :


                                                          ريم في البحر للأعداء أحوالا



                                                          قال : وقد يكون ريم من الريم وهو آخر النهار ، فكأنه يريد أدأب السير [ ص: 281 ] في ذلك الوقت ، كما يقال أوب إذا سار النهار كله ، وقد يكون ريم من الريم وهو البراح ، فكأنه يريد أكثر الجولان والبراح من موضع إلى موضع . والريم : الظبي الأبيض الخالص البياض ، قال ابن سيده في كتابه يضع من ابن السكيت : أي شيء أذهب لزين وأجلب لغمر عين من معادلته في كتابه الإصلاح الريم الذي هو القبر والفضل بالريم الذي هو الظبي ، ظن التخفيف فيه وضعا . والريم : الظراب وهي الجبال الصغار ، والريم : العلاوة بين الفودين ، يقال له البرواز : وريمان : موضع . وتريم : موضع ، وقال :


                                                          هل أسوة لي في رجال صرعوا     بتلاع تريم هامهم لم تقبر ؟



                                                          أبو عمرو : ومريم مفعل من رام يريم . وفي الحديث ذكر ريم ، بكسر الراء ، اسم موضع قريب من المدينة .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية