الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      سورة المرسلات

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : هذا يوم لا ينطقون ولا يؤذن لهم فيعتذرون .

                                                                                                                                                                                                                                      هذه الآية الكريمة تدل على أن أهل النار لا ينطقون ولا يعتذرون .

                                                                                                                                                                                                                                      وقد جاءت آيات تدل على أنهم ينطقون ويعتذرون ، كقوله تعالى : والله ربنا ما كنا مشركين [ 6 \ 23 ] ، وقوله : فألقوا السلم ما كنا نعمل من سوء [ 16 \ 28 ] ، وقوله : بل لم نكن ندعو من قبل شيئا [ 40 ] ، وقوله : تالله إن كنا لفي ضلال مبين إذ نسويكم برب العالمين وما أضلنا إلا المجرمون [ 26 \ 97 - 99 ] ، وقوله : ربنا هؤلاء أضلونا [ 7 \ 38 ] ، إلى غير ذلك من الآيات .

                                                                                                                                                                                                                                      والجواب عن هذا من أوجه :

                                                                                                                                                                                                                                      الأول : أن القيامة مواطن ففي بعضها ينطقون وفي بعضها لا ينطقون .

                                                                                                                                                                                                                                      الثاني : أنهم لا ينطقون بما لهم فيه فائدة وما لا فائدة فيه كالعدم .

                                                                                                                                                                                                                                      الثالث : أنهم بعد أن يقول الله لهم : اخسئوا فيها ولا تكلمون [ 23 108 ] .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 429 ] ينقطع نطقهم ولم يبق إلا الزفير والشهيق .

                                                                                                                                                                                                                                      قال تعالى : ووقع القول عليهم بما ظلموا فهم لا ينطقون [ 27 85 ] ، وهذا الوجه الثالث راجع للوجه الأول .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية