الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        باب من أسرع ناقته إذا بلغ المدينة

                                                                                                                                                                                                        1708 حدثنا سعيد بن أبي مريم أخبرنا محمد بن جعفر قال أخبرني حميد أنه سمع أنسا رضي الله عنه يقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قدم من سفر فأبصر درجات المدينة أوضع ناقته وإن كانت دابة حركها قال أبو عبد الله زاد الحارث بن عمير عن حميد حركها من حبها حدثنا قتيبة حدثنا إسماعيل عن حميد عن أنس قال جدرات تابعه الحارث بن عمير

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        قوله : ( باب من أسرع ناقته إذا بلغ المدينة ) قال الإسماعيلي ، قوله " أسرع ناقته " ليس بصحيح ، والصواب أسرع بناقته يعني أنه لا يتعدى بنفسه وإنما يتعدى بالباء . وفيما قاله نظر ، فقد حكى صاحب المحكم أن أسرع يتعدى بنفسه ويتعدى بحرف الجر ، وقال الكرماني : قول البخاري " أسرع ناقته " أصله أسرع بناقته فنصب بنزع الخافض .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( محمد بن جعفر ) أي ابن أبي كثير المدني أخو إسماعيل .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( فأبصر درجات ) بفتح المهملة والراء بعدها جيم جمع درجة كذا للأكثر والمراد طرقها المرتفعة ، وللمستملي " دوحات " بفتح المهملة وسكون الواو بعدها مهملة جمع دوحة وهي الشجرة العظيمة ، وفي رواية إسماعيل بن جعفر ، عن حميد " جدرات " بضم الجيم والدال كما وقع في هذا الباب ، وهو جمع جدر بضمتين جمع جدار ، وقد رواه الإسماعيلي من هذا الوجه بلفظ " جدران " بسكون الدال وآخره نون جمع جدار ، له من رواية أبي ضمرة ، عن حميد بلفظ " جدرا " قال صاحب " المطالع " : جدرات أرجح من دوحات ومن درجات . قلت : وهي رواية الترمذي من طريق إسماعيل بن جعفر أيضا .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( أوضع ) أي أسرع السير .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( زاد الحارث بن عمير ، عن حميد ) يعني عن أنس ( من حبها ) وهو يتعلق بقوله حركها أي حرك دابته بسبب حبه المدينة ، ثم قال المصنف " حدثنا قتيبة حدثنا إسماعيل وهو ابن جعفر ، عن حميد ، عن أنس قال جدرات ، تابعه الحارث بن عمير " يعني في قوله " جدرات " ورواية الحارث بن عمير هذه وصلها الإمام أحمد قال " حدثنا إبراهيم بن إسحاق حدثنا الحارث بن عمير ، عن حميد الطويل ، عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قدم من سفر فنظر إلى جدرات المدينة أوضع ناقته ، وإن كان على دابة حركها من حبها : وأخرجه أبو نعيم في : " المستخرج " من طريق خالد بن مخلد ، عن محمد بن جعفر [ ص: 727 ] بن أبي كثير ، والحارث بن عمير جميعا عن حميد ، وقد أورد المصنف طريق قتيبة المذكورة في فضائل المدينة بلفظ الحارث بن عمير ، إلا أنه قال " راحلته " بدل ناقته ، ووقع في نسخة الصغاني " وزاد الحارث بن عمير وغيره عن حميد " وقد نبهت على من رواه كذلك موافقا للحارث بن عمير في الزيادة المذكورة . وفي الحديث دلالة على فضل المدينة ، وعلى مشروعية حب الوطن والحنين إليه .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية