الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 387 ] بسم الله الرحمن الرحيم

                                                                                                                                                                                                                                      سورة الزخرف

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : قالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم .

                                                                                                                                                                                                                                      كلامهم هذا حق ، لأن كفرهم بمشيئة الله الكونية ، وقد صرح الله بأنهم كاذبون حيث قال : ما لهم بذلك من علم إن هم إلا يخرصون [ 43 \ 20 ] .

                                                                                                                                                                                                                                      وقد قدمنا الجواب واضحا في سورة الأنعام " في الكلام على قوله : سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا [ 6 \ 148 ] .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله .

                                                                                                                                                                                                                                      هذا العطف مع التنكير في هذه الآية يتوهم الجاهل منه تعدد الآلهة ، مع أن الآيات القرآنية مصرحة بأنه واحد كقوله : فاعلم أنه لا إله إلا الله [ 47 \ 19 ] ، وقوله : وما من إله إلا إله واحد الآية [ 5 ] .

                                                                                                                                                                                                                                      والجواب أن معنى الآية ، أنه تعالى هو معبود أهل السماوات والأرض ، فقوله : وهو الذي في السماء إله أي معبود وحده في السماء ، كما أنه المعبود بالحق في الأرض ، سبحانه وتعالى .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية