الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ رمد ]

                                                          رمد : الرمد : وجع العين وانتفاخها . رمد بالكسر يرمد رمدا وهو أرمد ورمد ، والأنثى رمداء : هاجت عينه ; وعين رمداء ورمدة ، ورمدت ترمد رمدا ، وقد أرمدها الله فهي رمدة . والرماد : دقاق الفحم من حراقة النار وما هبا من الجمر فطار دقاقا ، والطائفة منه رمادة ; قال طريح :


                                                          فغادرتها رمادة حمما خاوية كالتلال دامرها



                                                          وفي حديث أم زرع : زوجي عظيم الرماد أي : كثير الأضياف لأن الرماد يكثر بالطبخ ، والجمع أرمدة وأرمداء وإرمداء ; عن كراع ، الأخيرة اسم للجمع ، قال ابن سيده : ولا نظير لإرمداء البتة ; وقيل : الأرمداء مثال الأربعاء واحد الرماد . ورماد أرمد ورمدد ورمدد ورمديد : كثير دقيق جدا . الجوهري : رماد رمدد أي : هالك جعلوه صفة ; قال الكميت :


                                                          رمادا أطارته السواهك رمددا



                                                          وفي الحديث : وافد عاد خذها رمادا رمددا ، لا تذر من عاد أحدا ; الرمدد بالكسر : المتناهي في الاحتراق والدقة ، يقال : يوم أيوم إذا أرادوا المبالغة . سيبويه : إنما ظهر المثلان في رمدد لأنه ملحق بزهلق ، وصار الرماد رمددا إذا هبا وصار أدق ما يكون . والرمدداء ، مكسور ممدود : الرماد . ورمد الشواء : أصابه بالرماد . وفي المثل : شوى أخوك حتى إذا أنضج رمد ; يضرب مثلا للرجل يعود بالفساد على ما كان أصلحه ، وقد ورد ذلك في حديث عمر رضي الله عنه قال ابن الأثير : وهو مثل يضرب للذي يصنع المعروف ثم يفسده بالمنة أو يقطعه . والترميد : جعل الشيء في الرماد . ورمد الشواء : مله في الجمر . والمرمد من اللحم : المشوي الذي يمل في الجمر . أبو زيد : الأرمداء الرماد ; وأنشد :


                                                          لم يبق هذا الدهر من ثريائه     غير أثافيه وأرمدائه



                                                          وثياب رمد : وهي الغبر فيها كدورة ، مأخوذ من الرماد ، ومن هذا قيل لضرب من البعوض : رمد ; قال أبو وجزة يصف الصائد :


                                                          تبيت جارته الأفعى وسامره     رمد به عاذر منهن كالجرب



                                                          والأرمد : الذي على لون الرماد وهو غبرة فيها كدرة ; ومنه قيل للنعامة رمداء ، وللبعوض رمد . والرمدة : لون إلى الغبرة . ونعامة رمداء : فيها سواد منكسف كلون الرماد . وظليم أرمد كذلك ، وزعم اللحياني أن الميم بدل من الباء في ( ربد ) وقد تقدم . وروي عن قتادة أنه قال : يتوضأ الرجل بالماء الرمد وبالماء الطرد ; فالطرد الذي خاضته الدواب ، والرمد الكدر الذي صار على لون الرماد . وفي حديث المعراج : وعليهم ثياب رمد أي : غبر فيها كدرة كلون الرماد ، واحدها أرمد . والرمادي : ضرب من العنب بالطائف أسود أغبر . والرمد : الهلاك . والرمادة : الهلاك . ورمد القوم رمدا : هلكوا ; قال أبو وجزة السعدي :


                                                          صببت عليكم حاصبي فتركتكم     كأصرام عاد حين جللها الرمد



                                                          وأرمدوا كرمدوا . ورمدهم الله وأرمدهم : أهلكهم ، وقد رمدهم يرمدهم فجعله متعديا ، قال ابن السكيت : يقال قد رمدنا القوم نرمدهم ونرمدهم رمدا أي : أتينا عليهم . وأرمد الرجل إرمادا : افتقر . وأرمد القوم إذا جهدوا . والرمادة : الهلكة . وفي الحديث : سألت ربي أن لا يسلط على أمتي سنة فترمدهم فأعطانيها أي : تهلكهم . يقال : رمده وأرمده إذا أهلكه وصيره كالرماد . ورمد وأرمد إذا هلك . وعام الرمادة : معروف سمي بذلك لأن الناس والأموال هلكوا فيه كثيرا ; وقيل : هو لجدب تتابع فصير الأرض والشجر مثل لون الرماد ، والأول أجود ; وقيل : هي أعوام جدب تتابعت على الناس في أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه . وفي حديث عمر : أنه أخر الصدقة عام الرمادة وكانت سنة جدب وقحط في عهده فلم يأخذها منهم تخفيفا عنهم ; وقيل : سمي به لأنهم لما أجدبوا صارت ألوانهم كلون الرماد . ويقال : رمد عيشهم إذا هلكوا . أبو عبيد : رمد القوم بكسر الميم وارمدوا بتشديد الدال قال : والصحيح رمدوا وأرمدوا . ابن شميل : يقال للشيء الهالك من الثياب : خلوقة قد رمد وهمد وباد . والرامد : البالي الذي ليس فيه مهاه أي : خير وبقية ، وقد رمد يرمد رمودة . ورمدت الغنم ترمد رمدا : هلكت من برد أو صقيع . رمدت الشاة والناقة وهي مرمد : استبان حملها وعظم بطنها وورم ضرعها وحياؤها ; وقيل : هو إذا أنزلت شيئا عند النتاج أو قبيله ; وفي التهذيب : إذا أنزلت شيئا قليلا من اللبن عند النتاج . والترميد الإضراع . ابن الأعرابي : والعرب تقول رمدت الضأن فربق ربق ، ورمدت المعزى فرنق رنق أي : هيء للإرباق لأنها إنما تضرع على رأس الولد . وأرمدت الناقة : أضرعت ، وكذلك البقرة والشاة . وناقة مرمد ومرد إذا أضرعت . اللحياني : ماء مرمد إذا كان آجنا . والارمداد : سرعة السير ، وخص بعضهم به النعام . والارميداد : الجد والمضاء . أبو عمرو : ارقد البعير ارقدادا وارمد ارمدادا ، وهو شدة العدو . قال الأصمعي : ارقد وارمد إذا مضى على وجهه وأسرع . وبالشواجن ماء يقال له : الرمادة ; قال الأزهري : وشربت من مائها فوجدته عذبا فراتا . وبنو الرمد وبنو الرمداء : بطنان . ورمادان : اسم موضع ; قال الراعي :


                                                          فحلت نبيا أو رمادان دونها     رعان وقيعان من البيد سملق



                                                          وفي الحديث ذكر رمد بفتح الراء وهو ماء أقطعه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم جميلا العذري حين وفد عليه .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية