الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ رمح ]

                                                          رمح : الرمح : من السلاح معروف ، واحد الرماح ، وجمعه أرماح ; وقيل لأعرابي : ما الناقة القرواح ؟ قال : التي كأنها تمشي على أرماح ، والكثير : رماح . ورجل رماح : صانع للرماح متخذ لها وحرفته الرماحة . ورجل رامح ورماح : ذو رمح مثل لابن وتامر ، ولا فعل له . ورمحه يرمحه رمحا : طعنه بالرمح ، فهو رامح . وفي الحديث : السلطان ظل الله ورمحه ; استوعب بهاتين الكلمتين نوعي ما على الوالي للرعية : أحدهما الانتصاف من الظالم والإعانة ، لأن الظل يلجأ إليه من الحرارة والشدة ، ولهذا قال في تمامه يأوي إليه كل مظلوم ، والآخر إرهاب العدو ليرتدع عن قصد الرعية وأذاهم فيأمنوا بمكانه من الشر ، والعرب تجعل الرمح كناية عن الدفع والمنع ، وقول طفيل الغنوي :


                                                          برماحة تنفي التراب كأنها هراقة عق من شعيبى معجل



                                                          قيل في تفسيره : رماحة طعنة بالرمح ، ولا أعرف لهذا مخرجا إلا أن [ ص: 221 ] يكون وضع رماحة موضع رمحة الذي هو المرة الواحدة من الرمح . ويقال للثور من الوحش : رامح ، قال ابن سيده : أراه لموضع قرنه ; قال ذو الرمة :


                                                          وكائن ذعرنا من مهاة ورامح     بلاد العدى ليست له ببلاد



                                                          وثور رامح : له قرنان . والسماك الرامح : أحد السماكين ، وهو معروف من الكواكب قدام الفكة ، ليس من منازل القمر ، سمي بذلك لأن قدامه كوكبا كأنه له رمح ، وقيل للآخر : الأعزل ، لأنه لا كوكب أمامه ، والرامح أشد حمرة سمي رامحا لكوكب أمامه تجعله العرب رمحه ، وقال الطرماح :


                                                          محاهن صيب نوء الربيع     من الأنجم العزل والرامحه



                                                          والسماك الرامح لا نوء له إنما النوء للأعزل . الأزهري : الرامح نجم في السماء يقال له السماك المرزم . وأخذت البهمى ونحوها من المراعي رماحها : شوكت فامتنعت على الراعية . وأخذت الإبل رماحها : حسنت في عين صاحبها ، فامتنع لذلك من نحرها ; يقال ذلك إذا سمنت أو درت ، وكل ذلك على المثل . الأزهري : إذا امتنعت البهمى ونحوها من المراعي فيبس سفاها ، قيل : أخذت رماحها ، ورماحها سفاها اليابس . ويقال للناقة إذا سمنت : ذات رمح ، والنوق السمان ذوات رماح ، وذلك أن صاحبها إذا أراد نحرها نظر إلى سمنها وحسنها ، فامتنع من نحرها نفاسة بها لما يروقه من أسنمتها ; ومنه قول الفرزدق :


                                                          فمكنت سيفي من ذوات رماحها     غشاشا ولم أحفل بكاء رعائيا



                                                          يقول : نحرتها وأطعمتها الأضياف ، ولم يمنعني ما عليها من الشحوم عن نحرها نفاسة بها . وأخذ الشيخ رميح أبي سعد : اتكأ على العصا من كبره ، وأبو سعد أحد وفد عاد ، وقيل : هو لقمان الحكيم ; قال :


                                                          إما تري شكتي رميح أبي سعد     فقد أحمل السلاح معا



                                                          وقيل : أبو سعد كنية الكبر . وجاء كأن عينيه في رمحين : وذلك من الخوف والفرق وشدة النظر ، وقد يكون ذلك من الغضب أيضا . وذو الرميح : ضرب من اليرابيع طويل الرجلين في أوساط أوظفته ، في كل وظيف فضل ظفر ، وقيل : هو كل يربوع ، ورمحه ذنبه . ورماح العقارب : شولاتها . ورماح الجن : الطاعون : أنشد ثعلب :


                                                          لعمرك ما خشيت على أبي     رماح بني مقيدة الحمار
                                                          ولكني خشيت على أبي     رماح الجن أو إياك حار



                                                          يعني ببني مقيدة الحمار : العقارب ، وإنما سميت بذلك لأن الحرة يقال لها : مقيدة الحمار ; قال النابغة :


                                                          أواضع البيت في سوداء مظلمة     تقيد العير لا يسري بها الساري



                                                          والعقارب تألف الحرة . وذو الرمحين ، قال ابن سيده : أحسبه جد عمر بن أبي ربيعة ; قال القرشيون : سمي بذلك لأنه قاتل برمحين ، وقيل : سمي بذلك لطول رمحه . وابن رمح : رجل من هذيل وإياه عنى أبو بثينة الهذلي بقوله :


                                                          وكان القوم من نبل ابن رمح     لدى القمراء تلفحهم سعير



                                                          ويروى ابن روح . وذات الرماح : فرس لأحد بني ضبة ، وكانت إذا ذعرت تباشرت بنو ضبة بالغنم ; وفي ذلك يقول شاعرهم :


                                                          إذا ذعرت ذات الرماح جرت لنا     أيامن بالطير الكثير غنائمه



                                                          ورمح الفرس والبغل والحمار وكل ذي حافر يرمح رمحا : ضرب برجله ، وقيل : ضرب برجليه جميعا ، والاسم الرماح ; يقال : أبرأ إليك من الجماح والرماح ; وهذا من باب العيوب التي يرد المبيع بها . الأزهري : وربما استعير الرمح لذي الخف ; قال الهذلي :


                                                          بطعن كرمح الشول أمست غوارزا     جواذبها تأبى على المتغبر



                                                          وقد يقال : رمحت الناقة ; وهي رموح ; وأنشد ابن الأعرابي :


                                                          تشلي الرموح وهي الرموح     حرف كأن غبرها مملوح



                                                          ورمح الجندب يرمح : ضرب الحصى برجله ; قال ذو الرمة :


                                                          ومجهولة من دون مية لم تقل     قلوصي بها والجندب الجون يرمح



                                                          والرماح : اسم ابن ميادة الشاعر . وكان يقال لأبي براء عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب : ملاعب الأسنة فجعله لبيد ملاعب الرماح لحاجته إلى القافية ; فقال يرثيه ، وهو عمه :


                                                          قوما تنوحان مع الأنواح     وأبنا ملاعب الرماح
                                                          أبا براء مدره الشياح     في السلب السود وفي الأمساح



                                                          وبالدهناء نقيان طوال يقال لها : الأرماح . وذكر الرجل : رميحه ، وفرج المرأة : شريحها .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية