الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ ركن ]

                                                          ركن : ركن إلى الشيء وركن يركن ويركن ركنا وركونا فيهما وركانة وركانية أي : مال إليه وسكن . وقال بعضهم : ركن يركن بفتح الكاف في الماضي والآتي ، وهو نادر ، قال الجوهري : وهو على الجمع بين اللغتين . قال كراع : ركن يركن ، وهو نادر أيضا ، ونظيره [ ص: 218 ] فضل يفضل وحضر يحضر ونعم ينعم ، وفي التنزيل العزيز : ولا تركنوا إلى الذين ظلموا قرئ بفتح الكاف من ركن يركن ركونا إذا مال إلى الشيء واطمأن إليه ، ولغة أخرى ركن يركن وليست بفصيحة . وركن إلى الدنيا إذا مال إليها ، وكان أبو عمرو أجاز ركن يركن بفتح الكاف من الماضي والغابر ، وهو خلاف ما عليه الأبنية في السالم . وركن في المنزل يركن ركنا : ضن به فلم يفارقه . وركن الشيء : جانبه الأقوى . والركن : الناحية القوية ، وما تقوى به من ملك وجند وغيره ، وبذلك فسر قوله عز وجل : فتولى بركنه ودليل ذلك قوله تعالى : فأخذناه وجنوده أي : أخذناه وركنه الذي تولى به ، والجمع أركان وأركن ، أنشد سيبويه لرؤبة :


                                                          وزحم ركنيك شديد الأركن



                                                          وركن الإنسان : قوته وشدته ، وكذلك ركن الجبل والقصر وهو جانبه . وركن الرجل : قومه وعدده ومادته . وفي التنزيل العزيز : لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد قال ابن سيده : وأراه على المثل . وقال أبو الهيثم : الركن العشيرة ، والركن : الأمر العظيم ، في بيت النابغة :


                                                          لا تقذفني بركن لا كفاء له



                                                          وقيل في قوله تعالى : أو آوي إلى ركن شديد إن الركن القوة . ويقال للرجل الكثير العدد : إنه ليأوي إلى ركن شديد : وفلان ركن من أركان قومه أي : شريف من أشرافهم ، وهو يأوي إلى ركن شديد أي : عز ومنعة . وفي الحديث أنه قال : رحم الله لوطا إنه كان يأوي إلى ركن شديد ، أي : إلى الله عز وجل الذي هو أشد الأركان وأقواها ، وإنما ترحم عليه لسهوه حين ضاق صدره من قومه حتى قال : أو آوي إلى ركن شديد أراد عز العشيرة الذين يستند إليهم كما يستند إلى الركن من الحائط . وجبل ركين . له أركان عالية ، وقيل : جبل ركين شديد . وفي حديث الحساب : ويقال لأركانه انطقي أي : لجوارحه . وأركان كل شيء : جوانبه التي يستند إليها ويقوم بها . ورجل ركين : رميز وقور رزين بين الركانة . وهي الركانة والركانية . ويقال للرجل إذا كان ساكنا وقورا : إنه لركين وقد ركن بالضم ركانة ، وناقة مركنة الضرع ، والمركن من الضروع : العظيم ، كأنه ذو الأركان . وضرع مركن ، إذا انتفخ في موضعه حتى يملأ الأرفاغ ، وليس بحد طويل ، قال طرفة :


                                                          وضرتها مركنة درور



                                                          قال أبو عمرو : مركنة مجمعة . والمركن : شبه تور من أدم يتخذ للماء أو شبه لقن . والمركن بالكسر : الإجانة التي تغسل فيها الثياب ونحوها . ومنه حديث حمنة : أنها كانت تجلس في مركن لأختها زينب وهي مستحاضة ، والميم زائدة ، وهي التي تخص الآلات . والركن : الفأر ويسمى ركينا على لفظ التصغير . والأركون : العظيم من الدهاقين . والأركون : رئيس القرية . وفي حديث عمر رضي الله عنه : أنه دخل الشام فأتاه أركون قرية ، فقال له : قد صنعت لك طعاما ، رواه محمد بن إسحاق عن نافع عن أسلم ، أركون القرية : رئيسها ودهقانها الأعظم ، وهو أفعول من الركون ، السكون إلى الشيء والميل إليه ; لأن أهلها يركنون إليه أي يسكنون ويميلون . وركين وركان وركانة : أسماء . قال : وركانة بالضم اسم رجل من أهل مكة ، وهو الذي طلق امرأته البتة فحلفه النبي صلى الله عليه وسلم أنه لم يرد الثلاث .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية