الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      أبو ميسرة

                                                                                      فقيه المغرب أبو ميسرة ، أحمد بن نزار ، القيرواني المالكي ، من العلماء العاملين .

                                                                                      أخذ عنه : أبو محمد بن أبي زيد .

                                                                                      [ ص: 396 ] أراد المنصور إسماعيل أن يوليه قضاء القيروان ، فأبى .

                                                                                      وكان يختم كل ليلة في مسجده ، فرأى ليلة نورا قد خرج من الحائط ، وقال : تملا من وجهي ، فأنا ربك ، فبصق في وجهه ، وقال : اذهب يا ملعون . فطفئ النور .

                                                                                      وقع في ذهن المنصور أن أبا ميسرة لا يرى الخروج عليه ، فأراده ليوليه القضاء ، فقال : كيف يلي القضاء رجل أعمى ، يبول تحته ، فما علم أحد بضرره إلا يومئذ ، فقال : اللهم إنك تعلم أني انقطعت إليك وأنا شاب ، فلا تمكنهم مني . فما جاءت العصر إلا وهو من أهل الآخرة فوجه إليه المنصور بكفن وطيب .

                                                                                      وكان مجاب الدعوة -رحمه الله .

                                                                                      توفي سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة .

                                                                                      وقال الرجل : يا أخي ، فائدة الاجتماع الدعاء ، فادع لي إذا ذكرتني ، وأدعو لك إذا ذكرتك ، فنكون كأنا التقينا وإن لم نلتق

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية