الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ رقل ]

                                                          رقل : الرقلة مثل الرعلة : النخلة التي فاتت اليد وهي فوق الجبارة ، قال الأصمعي : إذا فاتت النخلة يد المتناول فهي جبارة ، فإذا ارتفعت عن ذلك فهي الرقلة ، وجمعها رقل ورقال ، قال كثير :


                                                          حزيت لي بحزم فيدة تحدى كاليهودي من نطاة الرقال



                                                          أراد كنخل اليهودي ، ونطاة خيبر . التهذيب : الرقال من نخيل نطاة وهي عين بخيبر . قال ابن بري : ويقال رقلة ورقل ، ومنه المثل : ترى الفتيان كالرقل ، وما يدريك بالدخل . وفي حديث علي عليه السلام : ولا تقطع عليهم رقلة ؛ الرقلة : النخلة وجنسها الرقل وفي حديث جابر في غزوة خيبر : خرج رجل كأنه الرقل في يده حربة ، وفي حديث أبي حثمة : ليس الصقر في رءوس الرقل الراسخات في الوحل ، الصقر الدبس . والراقول : حبل يصعد به النخل في بعض اللغات ، وهو الحابول والكر . والإرقال : ضرب من الخبب . وروى أبو عبيد عن أصحابه : الإرقال والإجذام والإجمار سرعة سير الإبل . وأرقلت الدابة والناقة إرقالا أسرعت . وأرقل القوم إلى الحرب إرقالا : أسرعوا ، قال النابغة :


                                                          إذا استنزلوا عنهن للطعن أرقلوا [ ص: 207 ]     إلى الموت إرقال الجمال المصاعب



                                                          وفي حديث قس ذكر الإرقال ، وهو ضرب من العدو فوق الخبب . وأرقلت الناقة ترقل إرقالا فهي مرقل ومرقال ، وفي قصيد كعب بن زهير :


                                                          فيها على الأين إرقال وتبغيل



                                                          واستعاره أبو حية النميري للرماح فقال :


                                                          أما إنه لو كان غيرك أرقلت     إليه القنا بالراعفات اللهازم



                                                          يعني الأسنة . وأرقل المفازة : قطعها ، قال العجاج :


                                                          لاهم رب البيت والمشرق     والمرقلات كل سهب سملق



                                                          قال ابن سيده : وقد يكون قوله كل سهب منصوبا على الظرف . قال الأزهري : قوله إرقال المفازة قطعها خطأ ، وليس بشيء ، ومعنى قول العجاج : والمرقلات كل سهب ورب المرقلات ، وهي الإبل المسرعة ، ونصب كل ; لأنه جعله ظرفا أراد ورب المرقلات ، في كل سهب ، وناقة مرقل ومرقال : كثيرة الإرقال . ابن سيده : وناقة مرقال مرقلة ، قال طرفة :


                                                          وإني لأمضي الهم عند احتضاره     بعوجاء مرقال تروح وتغتدي



                                                          والمرقال : لقب هاشم بن عتبة الزهري لأن عليا عليه السلام دفع إليه الراية يوم صفين فكان يرقل بها إرقالا .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية