الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ رقأ ]

                                                          رقأ : رقأت الدمعة ترقأ رقأ ورقوءا : جفت وانقطعت . ورقأ الدم والعرق يرقأ رقأ ورقوءا : ارتفع ، والعرق سكن وانقطع . وأرقأه هو وأرقأه الله : سكنه . وروى المنذري عن أبي طالب في قولهم لا أرقأ الله دمعته قال : معناه لا رفع الله دمعته . ومنه رقأت الدرجة ، ومن هذا سميت المرقاة . وفي حديث عائشة رضي الله عنها : فبت ليلتي لا يرقأ لي دمع . والرقوء على فعول بالفتح : الدواء الذي يوضع على الدم ليرقئه فيسكن ، والاسم الرقوء . وفي الحديث : لا تسبوا الإبل فإن فيها رقوء الدم ومهر الكريمة أي : إنها تعطى في الديات بدلا من القود فتحقن بها الدماء ويسكن بها الدم . ورقأ بينهم يرقأ رقأ : أفسد وأصلح . ورقأ ما بينهم يرقأ رقأ إذا أصلح . فأما رفأ بالفاء فأصلح ، عن ثعلب ، وقد تقدم . ورجل رقوء بين القوم : مصلح قال :


                                                          ولكنني رائب صدعهم رقوء لما بينهم مسمل



                                                          وارقأ على ظلعك أي : الزمه واربع عليه ، لغة في قولك : ارق على ظلعك أي : ارفق بنفسك ولا تحمل عليها أكثر مما تطيق . ابن الأعرابي يقال : ارق على ظلعك ، فتقول : رقيت رقيا . غيره : وقد يقال للرجل : ارقأ على ظلعك أي : أصلح أولا أمرك ، فيقول : قد رقأت رقأ . ورقأ في الدرجة رقأ : صعد ، عن كراع ، نادر . والمعروف : رقي . التهذيب يقال : رقأت ورقيت ، وترك الهمز أكثر . قال الأصمعي أصل ذلك في الدم إذا قتل رجل رجلا فأخذ ولي الدم الدية رقأ دم القاتل أي : ارتفع ، ولو لم تؤخذ الدية لهريق دمه فانحدر . وكذلك قال المفضل الضبي وأنشد :


                                                          وترقأ في معاقلها الدماء



                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية