الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ رفض ]

                                                          رفض : الرفض : تركك الشيء . تقول : رفضني فرفضته ، رفضت الشيء أرفضه وأرفضه رفضا ورفضا : تركته وفرقته .الجوهري : الرفض الترك ، وقد رفضه يرفضه ويرفضه . والرفض : الشيء المتفرق ، والجمع أرفاض . وارفض الدمع ارفضاضا وترفض : سال وتفرق وتتابع سيلانه وقطرانه . وارفض دمعه ارفضاضا إذا انهل متفرقا . وارفضاض الدمع ترششه ، وكل متفرق ذهب مرفض ، قال القطامي :


                                                          أخوك الذي لا تملك الحس نفسه وترفض عند المحفظات الكتائف



                                                          يقول : هو الذي إذا رآك مظلوما رق لك وذهب حقده . وفي حديث البراق : أنه استصعب على النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم ارفض عرقا وأقر أي : جرى عرقه وسال ثم سكن وانقاد وترك الاستصعاب ، ومنه حديث الحوض : حتى يرفض عليهم أي : يسيل . وفي حديث مرة بن شراحيل : عوتب في ترك الجمعة فذكر أن به جرحا ربما ارفض في إزاره أي : سال فيه قيحه وتفرق . وارفض الوجع : زال . والرفاض : الطرق المتفرقة أخاديدها ، قال رؤبة :


                                                          بالعيس فوق الشرك الرفاض



                                                          هي أخاديد الجادة المتفرقة . ويقال لشرك الطريق إذا تفرقت : رفاض . وهذا البيت أورده الجوهري : كالعيس ، قال ابن بري : صوابه بالعيس لأن قبله :


                                                          يقطع أجواز الفلا انقضاضي



                                                          والشرك : جمع شركة وهي الطرائق التي في الطريق . والرفاض : المرفضة المتفرقة يمينا وشمالا . قال : والرفاض أيضا جمع رفض : القطيع من الظباء المتفرق . وفي حديث عمر : أن امرأة كانت تزفن والصبيان حولها إذ طلع عمر - رضي الله عنه - فارفض الناس عنها أي : تفرقوا . وترفض الشيء إذا تكسر . ورفضت الشيء أرفضه وأرفضه رفضا ، فهو مرفوض ورفيض : كسرته . ورفض الشيء : ما تحطم منه [ ص: 191 ] وتفرق ، وجمع الرفض أرفاض ، قال طفيل يصف سحابا :


                                                          له هيدب دان كأن فروجه     فويق الحصى والأرض أرفاض حنتم



                                                          ورفاضه : كرفضه ، شبه قطع السحاب السود الدانية من الأرض لامتلائها بكسر الحنتم المسود والمخضر ، وأنشد ابن بري للعجاج :


                                                          يسقى السعيط في رفاض الصندل



                                                          والسعيط : دهن البان ، ويقال : دهن الزنبق . ورمح رفيض إذا تقصد وتكسر ، وأنشد :


                                                          ووالى ثلاثا واثنتين وأربعا     وغادر أخرى في قناة رفيض



                                                          ورفوض الناس : فرقهم ، قال :


                                                          من أسد أو من رفوض الناس



                                                          ورفوض الأرض : المواضع التي لا تملك ، وقيل : هي أرض بين أرضين حيتين فهي متروكة يتحامونها . ورفوض الأرض : ما ترك بعد أن كان حمى . وفي أرض كذا رفوض من كلإ أي : متفرق بعيد بعضه من بعض . والرفاضة : الذين يرعون رفوض الأرض . ومرافض الأرض : مساقطها من نواحي الجبال ونحوها ، واحدها مرفض ، والمرفض من مجاري المياه وقرارتها ، قال :


                                                          ساق إليها ماء كل مرفض     منتج أبكار الغمام المخض



                                                          وقال أبو حنيفة : مرافض الوادي مفاجره حيث يرفض إليه السيل ، وأنشد لابن الرقاع :


                                                          ظلت بحزم سبيع أو بمرفضه     ذي الشيح حيث تلاقى التلع فانسحلا



                                                          ورفض الشيء : جانبه ، ويجمع أرفاضا ، قال بشار :


                                                          وكأن رفض حديثها     قطع الرياض كسين زهرا



                                                          والروافض : جنود تركوا قائدهم وانصرفوا فكل طائفة منهم رافضة ، والنسبة إليهم رافضي . والروافض : قوم من الشيعة ، سموا بذلك ; لأنهم تركوا زيد بن علي قال الأصمعي : كانوا بايعوه ثم قالوا له : ابرأ من الشيخين نقاتل معك ، فأبى وقال : كانا وزيري جدي فلا أبرأ منهما ، فرفضوه وارفضوا عنه فسموا رافضة وقالوا الروافض ولم يقولوا الرفاض ; لأنهم عنوا الجماعات . والرفض : أن يطرد الرجل غنمه وإبله إلى حيث يهوى ، فإذا بلغت لها عنها وتركها . ورفضتها أرفضها وأرفضها رفضا : تركتها تبدد في مراعيها ترعى حيث شاءت ولا يثنيها عن وجه تريده ، وهي إبل رافضة وإبل رفض وأرفاض . الفراء : أرفض القوم إبلهم إذا أرسلوها بلا رعاء . وقد رفضت الإبل إذا تفرقت ، ورفضت هي ترفض رفضا أي : ترعى وحدها والراعي يبصرها قريبا منها أو بعيدا لا تتعبه ولا يجمعها ، وقال الراجز :


                                                          سقيا بحيث يهمل المعرض     وحيث يرعى ورعي ويرفض



                                                          ويروى : وأرفض . قال ابن بري : المعرض نعم وسمه العراض وهو خط في الفخذين عرضا . والورع : الصغير الضعيف الذي لا غناء عنده . يقال : إنما مال فلان أوراع أي : صغار . والرفض : النعم المتبدد ، والجمع أرفاض . ورجل قبضة رفضة : يتمسك بالشيء ثم لا يلبث أن يدعه . ويقال : راع قبضة رفضة للذي يقبضها ويسوقها ويجمعها ، فإذا صارت إلى الموضع الذي تحبه وتهواه رفضها وتركها ترعى كيف شاءت ، فهي إبل رفض . قال الأزهري : سمعت أعرابيا يقول : القوم رفض في بيوتهم أي : تفرقوا في بيوتهم ، والناس أرفاض في السفر أي : متفرقون ، وهي إبل رافضة ورفض أيضا ، وقال ملحة بن واصل وقيل : هو لملحة الجرمي يصف سحابا :


                                                          يباري الرياح الحضرميات مزنه     بمنهمر الأرواق ذي قزع رفض



                                                          قال : ورفض أيضا - بالتحريك - والجمع أرفاض . ونعام رفض أي : فرق ، قال ذو الرمة :


                                                          بها رفض من كل خرجاء صعلة     وأخرج يمشي مثل مشي المخبل



                                                          وقوله أنشده الباهلي :


                                                          إذا ما الحجازيات أعلقن طنبت     بميثاء لا يألوك رافضها صخرا



                                                          أعلقن أي : علقن أمتعتهن على الشجر ; لأنهن في بلاد شجر . طنبت هذه المرأة أي : مدت أطنابها وضربت خيمتها . بميثاء : بمسيل سهل لين . لا يألوك : لا يستطيعك . والرافض الرامي ، يقول : من أراد أن يرمي بها لم يجد حجرا يرمي به ، يريد أنها في أرض دمثة لينة . والرفض والرفض من الماء واللبن : الشيء القليل يبقى في القربة أو المزادة وهو مثل الجرعة ، ورواه ابن السكيت رفض - بسكون الفاء - ويقال : في القربة رفض من ماء أي : قليل : والجمع أرفاض ، عن اللحياني . وقد رفضت في القربة ترفيضا أي : أبقيت فيها رفضا من ماء . والرفض : دون الملء بقليل ، عن ابن الأعرابي :


                                                          فلما مضت فوق اليدين وحنفت     إلى الملء وامتدت برفض غضونها



                                                          والرفض : القوت مأخوذ من الرفض الذي هو القليل من الماء واللبن . ويقال : رفض النخل وذلك إذا انتشر عذقه وسقط قيقاؤه .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية