الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ رفد ]

                                                          رفد : الرفد - بالكسر - : العطاء والصلة . والرفد - بالفتح - : المصدر . رفده يرفده رفدا : أعطاه ورفده وأرفده : أعانه ، والاسم منهما الرفد . وترافدوا : أعان بعضهم بعضا . والمرفد والمرفد : المعونة ، وفي الحواشي لابن بري قال دكين :


                                                          خير امرئ قد جاء من معده من قبله أو رافد من بعده



                                                          الرافد : هو الذي يلي الملك ويقوم مقامه إذا غاب . والرفادة : شيء كانت قريش تترافد به في الجاهلية ، فيخرج كل إنسان مالا بقدر طاقته فيجمعون من ذلك مالا عظيما أيام الموسم ، فيشترون به للحاج الجزر والطعام والزبيب للنبيذ ، فلا يزالون يطعمون الناس حتى تنقضي أيام موسم الحج ، وكانت الرفادة والسقاية لبني هاشم ، والسدانة واللواء لبني عبد الدار ، وكان أول من قام بالرفادة هاشم بن عبد مناف وسمي هاشما لهشمه الثريد . وفي الحديث : من اقتراب الساعة أن يكون الفيء رفدا أي : صلة وعطية ، يريد أن الخراج والفيء الذي يحصل ، وهو لجماعة المسلمين أهل الفيء ، يصير صلات وعطايا ، ويخص به قوم دون قوم على قدر الهوى لا بالاستحقاق ولا يوضع مواضعه . والرفد : الصلة ، يقال : رفدته رفدا ، والاسم الرفد . والإرفاد : الإعطاء والإعانة . والمرافدة : المعاونة . والترافد : التعاون . والاسترفاد : الاستعانة . والارتفاد : الكسب . والترفيد : التسويد . يقال : رفد فلان أي : سود وعظم . ورفد القوم فلانا : سودوه وملكوه أمرهم . والرفادة : دعامة السرج والرحل وغيرهما ، وقد رفده وعليه ، يرفده رفدا . وكل ما أمسك شيئا : فقد رفده : أبو زيد : رفدت على البعير أرفد رفدا إذا جعلت له رفادة ، قال الأزهري : هي مثل رفادة السرج . والروافد خشب السقف ، وأنشد الأحمر :


                                                          روافده أكرم الرافدات     بخ لك بخ لبحر خضم



                                                          وارتفد المال : اكتسبه ، قال الطرماح :


                                                          عجبا ما عجبت من واهب الما     ل يباهي به ويرتفده



                                                          ويضيع الذي قد أوجبه الل ه عليه فليس يعتمده

                                                          والرفد والرفد والمرفد والمرفد : العس الضخم ، وقيل : القدح العظيم الضخم . والعس : القدح الضخم يروي الثلاثة والأربعة والعدة ، وهو أكبر من الغمر ، والرفد أكبر منه وعم بعضهم به القدح أي قدر كان . والرفود من الإبل : التي تملؤه في حلبة واحدة ، وقيل : هي الدائمة على محلبها ، عن ابن الأعرابي . وقال مرة : هي التي تتابع الحلب . وناقة رفود : تملأ مرفدها ، وفي حديث حفر زمزم :


                                                          ألم نسق الحجيج ونن     حر المذلاقة الرفدا



                                                          الرفد - بالضم - : جمع رفود وهي التي تملأ الرفد في حلبة واحدة . الصحاح : والمرفد الرفد وهو القدح الضخم الذي يقرى فيه الضيف . وجاء في الحديث : نعم المنحة اللقحة تروح برفد وتغدو برفد ! قال ابن المبارك : الرفد القدح تحتلب الناقة في قدح ، قال : وليس من المعونة ، وقال شمر : قال المؤرج هو الرفد للإناء الذي يحتلب فيه ، وقال الأصمعي : الرفد - بالفتح - وقال شمر : رفد ورفد : القدح قال : والكسر أعرب . ابن الأعرابي : الرفد أكبر من العس . ويقال : ناقة رفود تدوم على إنائها في شتائها ; لأنها تجالح الشجر . وقال الكسائي : الرفد والمرفد الذي تحلب فيه . وقال الليث : الرفد المعونة بالعطاء وسقي اللبن والقول وكل شيء . وفي حديث الزكاة : أعطى زكاة ماله طيبة بها نفسه رافدة عليه ، الرافدة فاعلة : من الرفد وهو الإعانة : يقال رفدته أي : أعنته ، معناه إن تعينه نفسه على أدائها ، ومنه حديث عبادة : ألا ترون أني لا أقوم إلا رفدا أي : إلا أن أعان على القيام ، ويروى رفدا - بفتح الراء - وهو المصدر وفي حديث ابن عباس : والذين عاقدت أيمانكم من النصرة والرفادة أي : الإعانة . وفي حديث وفد مذحج : حي حشد رفد ، جمع حاشد ورافد . والرفد : النصيب . وقال أبو عبيدة في قوله تعالى : بئس الرفد المرفود قال : مجازه مجاز العون المجاز ، يقال : رفدته عند الأمير أي : أعنته قال : وهو مكسور الأول فإذا فتحت أوله فهو الرفد : وقال الزجاج : كل شيء جعلته عونا لشيء أو استمددت به شيئا فقد رفدته . يقال : عمدت الحائط وأسندته ورفدته بمعنى واحد . وقال الليث : رفدت فلانا مرفدا . قال : ومن هذا أخذت رفادة السرج من تحته حتى يرتفع . والرفدة : العصبة من الناس ، قال الراعي :


                                                          مسأل يبتغي الأقوام نائله     من كل قوم قطين حوله رفد



                                                          والمرفد : العظامة تتعظم بها المرأة الرسحاء . والرفادة : خرقة يرفد بها الجرح وغيره . والترفيد : العجيزة اسم كالتمتين والتنبيت ، عن ابن الأعرابي ، وأنشد :


                                                          تقول خود سلس عقودها     ذات وشاح حسن ترفيدها
                                                          متى ترانا قائم عمودها



                                                          أي : نقيم فلا نظعن ، وإذا قاموا قامت عمد أخبيتهم ، فكأن هذه الخود ملت الرحلة لنعمتها فسألت : متى تكون الإقامة والخفض ؟ والترفيد : نحو من الهملجة ، وقال أمية بن أبي عائذ الهذلي :


                                                          وإن غض من غربها رفدت     وشيجا وألوت بجلس طوال



                                                          [ ص: 190 ] أراد بالجلس أصل ذنبها . والمرافيد : الشاء لا ينقطع لبنها صيفا ولا شتاء . والرافدان : دجلة والفرات ، قال الفرزدق يعاتب يزيد بن عبد الملك في تقديم أبي المثنى عمر بن هبيرة الفزاري على العراق ويهجوه :


                                                          بعثت إلى العراق ورافديه     فزاريا أحذ يد القميص



                                                          أراد أنه خفيف نسبه إلى الخيانة . وبنو أرفدة الذي في الحديث : جنس من الحبش يرقصون . وفي الحديث أنه قال للحبشة : دونكم يا بني أرفدة ، قال ابن الأثير : هو لقب لهم ، وقيل : هو اسم أبيهم الأقدم يعرفون به ، وفاؤه مكسورة وقد تفتح . ورفيدة : أبو حي من العرب يقال لهم الرفيدات ، كما يقال لآل هبيرة الهبيرات .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية