الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ رعل ]

                                                          رعل : الرعل : شدة الطعن ، والإرعال سرعته وشدته . ورعله وأرعله بالرمح : طعنه طعنا شديدا . وأرعل الطعنة : أشبعها وملك بها يده ، ورعله بالسيف رعلا إذا نفحه به ، وهو سيف مرعل ومخذم . والرعلة : القطيع أو القطعة من الخيل ليست بالكثيرة ، وقيل : هي أولها ومقدمتها ، وقيل : هي القطعة من الخيل قدر العشرين والجمع رعال وكذلك رعال القطا ، قال :


                                                          تقود أمام السرب شعثا كأنها رعال القطا في وردهن بكور



                                                          وقال امرؤ القيس :


                                                          وغارة ذات قيروان     كأن أسرابها الرعال



                                                          وأنشد الجوهري ل طرفة :


                                                          ذلق في غارة مسفوحة     كرعال الطير أسرابا تمر



                                                          قال ابن بري : رواية الأصمعي في صدر هذا البيت :


                                                          ذلق الغارة في أفراعهم



                                                          ورواية غيره :

                                                          ذلق في غارة مسفوحة     ولدى البأس حماة ما تفر



                                                          قال : وصوابه أن يقول : الرعلة القطعة من الطير ، وعليه يصح شاهده لا على الخيل ، قال : والرعلة القطعة من الخيل ، متقدمة كانت أو غير متقدمة . قال : وأما الرعيل فهو اسم كل قطعة متقدمة من خيل وجراد وطير ورجال ونجوم وإبل وغير ذلك ، قال : وشاهد الرعيل للإبل قول القحيف العقيلي :


                                                          أتعرف أم لا رسم دار معطلا     من العام يغشاه ومن عام أولا
                                                          قطار وتارات حريق كأنها     مضلة بو في رعيل تعجلا



                                                          وقال الراعي :


                                                          يحدون حدبا مائلا أشرافها     في كل منزلة يدعن رعيلا



                                                          قال ابن سيده : والرعيل كالرعلة ، وقد يكون من الخيل والرجال ; قال عنترة :


                                                          إذ لا أبادر في المضيق فوارسي     أو لا أوكل بالرعيل الأول



                                                          ويكون من البقر ; قال :


                                                          تجرد من نصيتها نواج     كما ينجو من البقر الرعيل



                                                          والجمع أرعال وأراعيل فإما أن يكون أراعيل جمع الجمع ، وإما أن يكون جمع رعيل كقطيع وأقاطيع ، وقال بعضهم : يقال للقطعة من الفرسان رعلة ، ولجماعة الخيل رعيل . وفي حديث علي - كرم الله وجهه - : سراعا إلى أمره رعيلا أي : ركابا على الخيل . وفي حديث ابن زمل : فكأني بالرعلة الأولى حين أشفوا على المرج كبروا ، ثم جاءت الرعلة الثانية ، ثم جاءت الرعلة الثالثة ، قال : يقال للقطعة من الفرسان رعلة ، ولجماعة الخيل رعيل . والمسترعل : الذي ينهض في الرعيل الأول ، وقيل : هو الخارج في الرعيل ، وقيل : هو قائدها كأنه يستحثها ، قال تأبط شرا :


                                                          متى تبغني ما دمت حيا مسلما     تجدني مع المسترعل المتعبهل



                                                          وقيل : المسترعل ذو الإبل ، وبه فسر ابن الأعرابي المسترعل في هذا البيت ، قال ابن سيده : وليس بجيد . والرعل : أنف الجبل كالرعن ، ليست لامه بدلا من النون ، قال ابن جني : أما رعل الجبل ، باللام ، فمن الرعلة والرعيل وهي القطعة المتقدمة من الخيل ، وذلك أن الخيل توصف بالحركة والسرعة . وأراعيل الرياح : أوائلها وقيل : دفعها إذا تتابعت . وأراعيل الجهام : مقدماتها وما تفرق منها ، قال ذو الرمة :


                                                          تزجي أراعيل الجهام الخور



                                                          والرعلة : النعامة ، سميت بذلك ; لأنها تقدم فلا تكاد ترى إلا سابقة للظليم . واسترعلت الغنم : تتابعت في السير والمرعى فتقدم بعضها بعضا . ورعل الشيء رعلا : وسع شقه ، وروى الأحمر من السمات في قطع الجلد الرعلة ، وهو أن يشق من الأذن شيء ثم يترك معلقا ، واسم ذلك المعلق الرعل . والرعلة : جلدة من أذن الشاة والناقة تشق فتعلق في مؤخرها وتترك نائسة ، والصفة رعلاء ، وقيل : الرعلاء التي شقت أذنها شقا واحدا بائنا في وسطها فناست الأذن من جانبيها ، قال الجوهري : الرعلة والرعل ما يقطع من أذن الشاة ويترك معلقا لا يبين [ ص: 178 ] كأنه زنمة . والرعلة : القلفة على التشبيه برعلة الأذن . وغلام أرعل : أقلف ، وهو منه ، والجمع أرعال ورعل ، قال الفند الزماني واسمه شهل بن شيبان وكان عديد الألف في الجاهلية :


                                                          رأيت الفتية الأعزا     ل مثل الأينق الرعل



                                                          قال ابن بري : رواه الهروي في الغريبين الأعزال جمع عزل الذي لا سلاح معه مثل سدم وأسدام ، ورواه ابن دريد الأغرال - بالراء - جمع أغرل وهو الأغلف . قال ابن بري : والرعل جمع رعلاء أي : لا تمتنع من أحد . قال الأزهري : وكل شيء متدل مسترخ فهو أرعل . ويقال للقلفاء من النساء إذا طال موضع خفضها حتى يسترخي : أرعل ، ومنه قول جرير :


                                                          رعثات عنبلها الغدفل الأرعل



                                                          أراد بعنبلها بظرها ، والغدفل العريض الواسع ، ويقال للشاة الطويلة الأذن رعلاء . ونبت أرعل : طويل مسترخ ، قال :


                                                          تربعت أرعن كالنقال     ومظلما ليس على دمال



                                                          ورواه أبو حنيفة : فصبحت أرعل . وعشب أرعل إذا تثنى وطال ، قال :


                                                          أرعل مجاج الندى مثاثا



                                                          وفي النوادر : شجرة مرعلة ومقصدة ، فإذا عست رعلتها فهي ممشرة إذا غلظت ، وأرعلت العوسجة : خرجت رعلتها . ورجل أرعل بين الرعلة ، والرعالة : مضطرب العقل أحمق مسترخ . والرعالة : الحماقة ، والمرأة رعلاء . وفي الأمثال : العرب تقول للأحمق : كلما ازددت مثالة زادك الله رعالة أي : زاده الله حمقا كلما ازداد غنى . والرعالة : الرعونة ، والمثالة حسن الحال والغنى . الأصمعي : الأرعل الأحمق ، وأنكر الأرعن ، ورعل يرعل ، فهو أرعل . والرعل : الأطراف الغضة من الكرم ، الواحدة رعلة ، هذه عن أبي حنيفة ، وقد رعل الكرم . والرعلة : اسم نخلة الدقل ، والجمع رعال ، والراعل فحالها ، وقيل : هو الكريم منها ، والراعل الدقل . والرعل : ذكر النحل ، ومنه سمي رعل بن ذكوان . والرعلة : واحدة الرعال وهي الطوال من النخل . وترك فلان رعلة أي : عيالا . ويقال : هو أخبث من أبي رعلة ، وهو الذئب ، وكذلك أبو عسلة . والرعلة : اسم ناقة عن ابن الأعرابي ، وأنشد :


                                                          والرعلة الخيرة من بناتها



                                                          ورعلة : اسم فرس أخي الخنساء ، قالت :


                                                          وقد فقدتك رعلة فاستراحت     فليت الخيل فارسها يراها



                                                          ويقال : مر فلان يجر رعله أي : ثيابه . ويقال لما تهدل من الثياب أرعل . والمرعل : خيار المال ، قال الشاعر :


                                                          أبأنا بقتلانا وسقنا بسبينا     نساء وجئنا بالهجان المرعل



                                                          والرعلول : بقل ويقال هو الطرخون . وابن الرعلاء : من شعرائهم . ورعل وذكوان : قبيلتان من سليم . قال ابن سيده : رعل ورعلة جميعا قبيلة باليمن ، وقيل : هم من سليم . والرعل : موضع .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية