الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      [ ص: 315 ] ابن زبر

                                                                                      الإمام العالم المحدث الفقيه ، قاضي دمشق أبو محمد عبد الله بن أحمد بن ربيعة بن سليمان بن زبر الربعي البغدادي .

                                                                                      ولد سنة خمس وخمسين ومائتين .

                                                                                      وسمع الكثير من : عباس الدوري ، وأبي بكر الصاغاني ، وأبي داود السجزي ، وحنبل بن إسحاق ، ويوسف بن مسلم ، وعبد الله بن محمد بن شاكر ، وطبقتهم فأكثر ، ولكن ما أتقن .

                                                                                      حدث عنه : أبو سليمان محمد ولده ، والدارقطني ، وأحمد بن القاضي الميانجي ، وعمر بن شاهين ، ومحمد بن أحمد بن عثمان بن أبي الحديد ، وآخرون .

                                                                                      قال الخطيب : وكان غير ثقة .

                                                                                      قال عبد الغني : سمعت الدارقطني يقول : دخلت على أبي محمد بن زبر وأنا حدث ، فإذا هو يملي الحديث من جزء ، والمتن من جزء آخر فظن أني لا أنتبه على هذا .

                                                                                      وقال محمد بن عبيد الله المسبحي : تقلد ابن زبر - وكان من سكان [ ص: 316 ] دمشق - القضاء على مصر ، وكان شيخا ضابطا من الدهاة ، ممشيا لأموره ، وكان عارفا بالأخبار والكتب والسير .

                                                                                      صنف في الحديث كتبا ، وعمل كتاب " تشريف الفقر على الغنى " .

                                                                                      وورد أن يحيى بن مكي المعدل قال : لو كان أبو محمد بن زبر عادلا ما عدلت به قاضيا .

                                                                                      وقال أبو عمر محمد بن يوسف الكندي : أخبرني علي بن محمد المصري أنه رأى ابن الزبير مر بدمشق على الأساكفة ، فشغبوا ، ودقوا على تخوتهم قائلين كلاما قبيحا ، وهو يسلم عليهم ، ويتطارش ويظهر أنهم يدعون له .

                                                                                      قلت : ولي قضاء مصر سنة ست عشرة وثلاثمائة ، وعزل بعد سنة ، ثم وليها سنة عشرين ، ثم عزل ، ووليها سنة تسع وعشرين ، فمات بعد شهر . مات فيها بعد ربيع الأول .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية