الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ رطب ]

                                                          رطب : الرطب - بالفتح - : ضد اليابس . والرطب : الناعم . رطب بالضم يرطب رطوبة ورطابة ، ورطب فهو رطب ، ورطيب ورطبته أنا ترطيبا . وجارية رطبة : رخصة . وغلام رطب : فيه لين النساء . ويقال للمرأة : يا رطاب ! تسب به . والرطب : كل عود رطب وهو جمع رطب . وغصن رطيب ، وريش رطيب أي : ناعم . والمرطوب : صاحب الرطوبة . وفي الحديث : من أراد أن يقرأ القرآن رطبا أي : لينا لا شدة في صوت قارئه . والرطب والرطب : الرعي الأخضر من بقول الربيع ، وفي التهذيب : من البقل والشجر ، وهو اسم للجنس . والرطب - بالضم - ساكنة الطاء : الكلأ ، ومنه قول ذي الرمة :


                                                          حتى إذا معمعان الصيف هب له بأجة نش عنها الماء والرطب



                                                          وهو مثل عسر وعسر ، أراد : هيج كل عود رطب ، والرطب : جمع رطب أراد : ذوى كل عود رطب فهاج . وقال أبو حنيفة : الرطب جماعة العشب الرطب . وأرض مرطبة أي : معشبة كثيرة الرطب والعشب والكلإ . والرطبة : روضة الفصفصة ما دامت خضراء وقيل : هي الفصفصة نفسها وجمعها رطاب . ورطب الدابة : علفها رطبة . وفي الصحاح : الرطبة - بالفتح - : القضب خاصة ، ما [ ص: 170 ] دام طريا رطبا ، تقول منه : رطبت الفرس رطبا ورطوبا ، عن أبي عبيد . وفي الحديث : أن امرأة قالت : يا رسول الله إنا كل على آبائنا وأبنائنا ، فما يحل لنا من أموالهم ؟ فقال : الرطب تأكلنه وتهدينه ، أراد : ما لا يدخر ، ولا يبقى كالفواكه والبقول ، وإنما خص الرطب ; لأن خطبه أيسر ، والفساد إليه أسرع ، فإذا ترك ولم يؤكل هلك ، ورمي بخلاف اليابس إذا رفع وادخر فوقعت المسامحة في ذلك بترك الاستئذان ، وأن يجري على العادة المستحسنة فيه ، قال : وهذا فيما بين الآباء والأمهات والأبناء ، دون الأزواج والزوجات ، فليس لأحدهما أن يفعل شيئا إلا بإذن صاحبه . والرطب : نضيج البسر قبل أن يتمر ، واحدته رطبة . قال سيبويه : ليس رطب بتكسير رطبة ، وإنما الرطب كالتمر ، واحد اللفظ مذكر ، يقولون : هذا الرطب ، ولو كان تكسيرا لأنثوا . وقال أبو حنيفة : الرطب البسر إذا انهضم فلان وحلا ، وفي الصحاح : الرطب من التمر معروف ، الواحدة رطبة وجمع الرطب أرطاب ، ورطاب أيضا مثل ربع ورباع ، وجمع الرطبة رطبات ورطب . ورطب الرطب ورطب ورطب وأرطب : حان أوان رطبه . وتمر رطيب : مرطب . وأرطب البسر : صار رطبا . وأرطبت النخلة ، وأرطب القوم : أرطب نخلهم وصار ما عليه رطبا . ورطبهم : أطعمهم الرطب . أبو عمرو : إذا بلغ الرطب اليبيس ، فوضع في الجرار ، وصب عليه الماء ، فذلك الربيط ، فإن صب عليه الدبس ، فهو المصقر . ابن الأعرابي : يقال للرطب : رطب يرطب ، ورطب يرطب رطوبة ، ورطبت البسرة وأرطبت ، فهي مرطبة ومرطبة . والرطب : المبتل بالماء . ورطب الثوب وغيره وأرطبه كلاهما : بله ، قال ساعدة بن جؤية :


                                                          بشربة دمث الكثيب بدوره     أرطى يعوذ به إذا ما يرطب



                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية