الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ رضف ]

                                                          رضف : الرضف : الحجارة التي حميت بالشمس أو النار ، واحدتها رضفة . غيره : الرضف الحجارة المحماة يوغر بها اللبن ، واحدتها رضفة . وفي المثل : خذ من الرضفة ما عليها . ورضفه يرضفه - بالكسر - أي : كواه بالرضفة . والرضيف : اللبن يغلى بالرضفة . وفي حديث الهجرة : فيبيتان في رسلها ورضيفها ، الرضيف اللبن المرضوف ، وهو الذي طرح فيه الحجارة المحماة ليذهب وخمه . وفي حديث وابصة - رضي الله عنه - : مثل الذي يأكل القسامة كمثل جدي بطنه مملوء رضفا . وفي الحديث : كان في التشهد الأول كأنه على الرضف ، هي الحجارة المحماة على النار . وفي الحديث : أنه أتي برجل نعت له الكي فقال : اكووه ثم ارضفوه أي : كمدوه بالرضف . وحديث أبي ذر - رضي الله عنه - : بشر الكنازين برضف يحمى عليه في نار جهنم . وشواء مرضوف : مشوي على الرضفة . وفي الحديث : أن هندا بنت عتبة لما أسلمت أرسلت إليه بجديين مرضوفين . ولبن رضيف : مصبوب على الرضف . والرضفة : سمة تكوى برضفة من حجارة حيثما كانت ، وقد رضفه يرضفه . الليث : الرضف حجارة على وجه الأرض قد حميت . وشواء مرضوف : يشوى على تلك الحجارة . والحمل المرضوف : تلقى تلك الحجارة إذا احمرت في جوفه حتى ينشوي الحمل . قال شمر : سمعت أعرابيا يصف الرضائف وقال : يعمد إلى الجدي فيلبأ من لبن أمه حتى يمتلئ ، ثم يذبح فيزقق من قبل قفاه ، ثم يعمد إلى حجارة فتحرق بالنار ثم توضع في بطنه حتى ينشوي ، وأنشد بيت الكميت :


                                                          ومرضوفة لم تؤن في الطبخ طاهيا عجلت إلى محورها حين غرغرا



                                                          لم تؤن أي : لم تحبس ولم تبطئ . الأصمعي : الرضف الحجارة المحماة في النار أو الشمس ، واحدتها رضفة ، قال الكميت بن زيد :


                                                          أجيبوا رقى الآسي النطاسي واحذروا     مطفئة الرضف التي لا شوى لها



                                                          قال : وهي الحية التي تمر على الرضف فيطفئ سمها نار الرضف . وقال أبو عمرو : الرضف حجارة يوقد عليها حتى إذا صارت لهبا ألقيت في القدر مع اللحم فأنضجته . والمرضوفة : القدر أنضجت بالرضف . وفي حديث حذيفة أنه ذكر فتنا فقال : أتتكم الدهيماء ترمي بالنشف ثم التي تليها ترمي بالرضف أي : في شدتها وحرها كأنها ترمي بالرضف . قال أبو منصور : رأيت الأعراب يأخذون الحجارة فيوقدون عليها ، فإذا حميت رضفوا بها اللبن البارد الحقين لتكسر من برده فيشربونه ، وربما رضفوا الماء للخيل إذا برد الزمان . وفي حديث أبي بكر : فإذا قريص من ملة فيه أثر الرضيف ، يريد قرصا صغيرا قد خبز بالملة وهي الرماد الحار . والرضيف ما يشوى من اللحم على الرضف أي : مرضوف ، يريد أثر ما علق على القرص من دسم اللحم المرضوف . أبو عبيدة : جاء فلان بمطفئة الرضف قال : وأصلها أنها داهية أنستنا التي قبلها فأطفأت حرها . قال الليث : مطفئة الرضف شحمة إذا أصابت الرضف ذابت فأخمدته ، قال أبو منصور : والقول ما قال أبو عبيدة . وفي حديث معاذ في عذاب القبر : ضربه بمرضافة وسط رأسه أي : بآلة من الرضف ، ويروى بالصاد ، وقد تقدم . والرضف : جرم عظام في الركبة كالأصابع المضمومة قد أخذ بعضها بعضا ، والواحدة رضفة ومنهم من يثقل فيقول : رضفة . ابن سيده : والرضفة والرضفة : عظم مطبق على رأس الساق [ ص: 168 ] ورأس الفخذ . والرضفة : طبق يموج على الركبة وقيل : الرضفتان من الفرس عظمان مستديران فيهما عرض منقطعان من العظام كأنهما طبقان للركبتين ، وقيل : الرضفة الجلدة التي على الركبة . والرضفة : عظم بين الحوشب والوظيف وملتقى الجبة في الرسغ ، وقيل : هي عظم منقطع في جوف الحافر . ورضف الركبة ورضافها : التي تزول . وقيل : الرضاف ما كان تحت الداغصة . وقال النضر في كتاب الخيل : والرضف ركبتا الفرس فيما بين الكراع والذراع ، وهي أعظم صغار مجتمعة في رأس أعلى الذراع . .

                                                          ورضفت الوسادة : ثنيتها ، يمانية .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية