الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ رضض ]

                                                          رضض : الرض : الدق الجريش . وفي الحديث حديث الجارية المقتولة على أوضاح : أن يهوديا رض رأس جارية بين حجرين ، هو من الدق الجريش . رض الشيء يرضه رضا ، فهو مرضوض ورضيض ورضرضه : لم ينعم دقه ، وقيل : رضه رضا كسره ورضاضه كساره . وارتض الشيء : تكسر . الليث : الرض دقك الشيء ، ورضاضه قطعه . والرضراضة : حجارة ترضرض على وجه الأرض أي : تتحرك ولا تلبث ، قال أبو منصور : وقيل أي : تتكسر ، وقال غيره : الرضراض ما دق من الحصى ، قال الراجز :


                                                          يتركن صوان الحصى رضراضا



                                                          وفي الحديث في صفة الكوثر : طينه المسك ورضراضه التوم ، الرضراض : الحصى الصغار ، والتوم : الدر ، ومنه قولهم : نهر ذو سهلة وذو رضراض ، فالسهلة رمل القناة الذي يجري عليه الماء ، والرضراض أيضا الأرض المرضوضة بالحجارة ، وأنشد ابن الأعرابي :


                                                          يلت الحصى لتا بسمر     كأنها حجارة رضراض بغيل مطحلب



                                                          ورضاض الشيء : فتاته . وكل شيء كسرته ، فقد رضرضته . والمرضة : التي يرض بها . والرض : التمر الذي يدق فينقى عجمه ويلقى في المخض أي : في اللبن . والرض : التمر والزبد يخلطان ، قال :


                                                          جارية شبت شبابا غضا     تشرب محضا وتغذى رضا
                                                          ما بين وركيها ذراعا عرضا     لا تحسن التقبيل إلا عضا



                                                          وأرض التعب العرق : أساله . ابن السكيت : المرضة تمر ينقع في اللبن فتصبح الجارية فتشربه ، وهو الكديراء . والمرضة : الأكلة أو الشربة التي ترض العرق أي : تسيله إذا أكلتها أو شربتها . ويقال للراعية إذا رضت العشب أكلا وهرسا : رضارض ، وأنشد :


                                                          يسبت راعيها وهي رضارض     سبت الوقيذ والوريد نابض



                                                          والمرضة : اللبن الحليب الذي يحلب على الحامض ، وقيل : هو اللبن قبل أن يدرك ، قال ابن أحمر يذم رجلا ويصفه بالبخل ، وقال ابن بري : هو يخاطب امرأته :


                                                          ولا تصلي بمطروق إذا ما     سرى في القوم أصبح مستكينا
                                                          يلوم ولا يلام ولا يبالي     أغثا كان لحمك أو سمينا
                                                          إذا شرب المرضة قال أوكي     على ما في سقائك قد روينا



                                                          قال : كذا أنشده أبو علي لابن أحمر روينا على أنه من القصيدة النونية له ، وفي شعر عمرو بن هميل اللحياني قد رويت في قصيدة أولها :


                                                          ألا من مبلغ الكعبي عني     رسولا أصلها عندي ثبيت



                                                          والمرضة كالمرضة ، والرضرضة كالرض . والمرضة - بضم الميم : الرثيئة الخاثرة وهي لبن حليب يصب عليه لبن حامض ثم يترك ساعة فيخرج ماء أصفر رقيق فيصب منه ويشرب الخاثر . وقد أرضت الرثيئة ترض إرضاضا أي : خثرت . أبو عبيد : إذا صب لبن حليب على لبن حقين فهو المرضة ، والمرتثئة . قال ابن السكيت : سألت بعض بني عامر عن المرضة فقال : هو اللبن الحامض الشديد الحموضة إذا شربه الرجل أصبح قد تكسر ، وأنشد بيت ابن أحمر . الأصمعي : أرض الرجل إرضاضا إذا شرب المرضة فثقل عنها ; وأنشد :


                                                          ثم استحثوا مبطئا أرضا



                                                          أبو عبيدة : المرضة من الخيل الشديدة العدو . ابن السكيت : الإرضاض شدة العدو . وأرض في الأرض أي : ذهب . والرضراض الحصى الذي يجري عليه الماء ، وقيل : هو الحصى الذي لا يثبت على الأرض وقد يعم به . والرضراض : الصفا ، عن كراع . ورجل رضراض : كثير اللحم ، والأنثى رضراضة ، قال رؤبة :


                                                          أزمان ذات الكفل الرضراض     رقراقة في بدنها الفضفاض



                                                          وفي الحديث : أن رجلا قال له مررت بجبوب بدر فإذا برجل أبيض رضراض وإذا رجل أسود بيده مرزبة يضربه ، فقال : ذاك أبو جهل ، الرضراض : الكثير اللحم . وبعير رضراض : كثير اللحم ، وقول الجعدي :


                                                          فعرفنا هزة تأخذه     فقرناه برضراض رفل



                                                          أراد فقرناه وأوثقناه ببعير ضخم ، وإبل رضارض : راتعة كأنها ترض العشب . وأرض الرجل أي : ثقل وأبطأ ، قال العجاج :


                                                          فجمعوا منهم قضيضا قضا     ثم استحثوا مبطئا أرضا



                                                          وفي الحديث : لصب عليكم العذاب صبا ثم لرض رضا ، قال ابن الأثير : هكذا جاء في رواية ، والصحيح بالصاد المهملة ، وقد تقدم ذكره .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية