الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
أغراضها : ابتدئت هذه السورة بما هو كالمقدمة للمقصود ، وذلك بالتنويه بشأن القرآن تنويها تكرر في ستة مواضع من هذه السورة لأن القرآن جامع لأغراضها .

وأغراضها كثيرة تحوم حول إثبات تفرد الله بالإلهية وإبطال الشرك فيها .

وإبطال تعللات المشركين لإشراكهم وأكاذيبهم .

ونفي ضرب من ضروب الإشراك وهو زعمهم أن لله ولدا .

والاستدلال على وحدانية الله في الإلهية بدلائل تفرده بإيجاد العوالم العلوية والسفلية ، وبتدبير نظامها وما تحتوي عليه مما لا ينكر المشركون انفراده به .

[ ص: 313 ] والخلق العجيب في أطوار تكوين الإنسان والحيوان .

والاستدلال عليهم بدليل من فعلهم وهو التجاؤهم إلى الله عندما يصيبهم الضر .

والدعوة إلى التدبر فيما يلقى إليهم من القرآن الذي هو أحسن القول .

وتنبيههم على كفرانهم شكر النعمة .

والمقابلة بين حالهم وبين حال المؤمنين المخلصين لله .

وأن دين التوحيد هو الذي جاءت به الرسل من قبل .

والتحذير من أن يحل بالمشركين ما حل بأهل الشرك من الأمم الماضية .

وإعلام المشركين بأنهم وشركاءهم لا يعبأ بهم عند الله وعند رسوله - صلى الله عليه وسلم - فالله غني عن عبادتهم ، ورسوله لا يخشاهم ولا يخاف أصنامهم لأن الله كفاه إياهم جميعا .

وإثبات البعث والجزاء لتجزى كل نفس بما كسبت .

وتمثيل البعث بإحياء الأرض بعد موتها . وضرب لهم مثله بالنوم والإفاقة بعده ، وأنه يوم الفصل بين المؤمنين والمشركين .

وتمثيل حال المؤمنين وحال المشركين في الحياتين الحياة الدنيا والحياة الآخرة .

ودعاء المشركين للإقلاع عن الإسراف على أنفسهم ، ودعاء المؤمنين للثبات على التقوى ومفارقة دار الكفر . وختمت بوصف حال يوم الحساب .

وتخلل ذلك كله وعيد ووعد ، وأمثال ، وترهيب وترغيب ، ووعظ وإيماء بقوله قل هل يستوي الذين يعلمون الآية ؛ إلى أن شأن المؤمنين أنهم أهل علم وأن المشركين أهل جهالة ، وذلك تنويه برفعة العلم ومذمة الجهل .

التالي السابق


الخدمات العلمية