الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ رجل ]

                                                          رجل : الرجل : معروف الذكر من نوع الإنسان خلاف المرأة ، وقيل : إنما يكون رجلا فوق الغلام ، وذلك إذا احتلم وشب ، وقيل : هو رجل ساعة تلده أمه إلى ما بعد ذلك ، وتصغيره رجيل ورويجل ، على غير قياس ، حكاه سيبويه . التهذيب : تصغير الرجل رجيل ، وعامتهم يقولون رويجل صدق ورويجل سوء على غير قياس ، يرجعون إلى الراجل ; لأن اشتقاقه منه ، كما أن العجل من العاجل والحذر من الحاذر ، والجمع رجال . وفي التنزيل العزيز : واستشهدوا شهيدين من رجالكم أراد من أهل ملتكم ورجالات جمع الجمع ، قال سيبويه : ولم يكسر على بناء من أبنية أدنى العدد يعني أنهم لم يقولوا أرجال ، قال سيبويه : وقالوا ثلاثة رجلة جعلوه بدلا من أرجال ، ونظيره ثلاثة أشياء جعلوا لفعاء بدلا من أفعال ، قال : وحكى أبو زيد في جمعه : رجلة ، وهو أيضا اسم الجمع ; لأن فعلة ليست من أبنية الجموع ، وذهب أبو العباس إلى أن رجلة مخفف عنه . ابن جني : ويقال لهم المرجل والأنثى رجلة ، قال :


                                                          كل جار ظل مغتبطا غير جيران بني جبله     خرقوا جيب فتاتهم
                                                          لم يبالوا حرمة الرجله



                                                          عنى بجيبها هنها . وحكى ابن الأعرابي : أن أبا زياد الكلابي قال في حديث له مع امرأته : فتهايج الرجلان يعني نفسه وامرأته ، كأنه أراد فتهايج الرجل والرجلة فغلب المذكر . وترجلت المرأة : صارت كالرجل . وفي الحديث : كانت عائشة - رضي الله عنها - رجلة الرأي قال الجوهري في جمع الرجل أراجل ، قال أبو ذؤيب :


                                                          أهم بنيه صيفهم وشتاؤهم     وقالوا تعد واغز وسط الأراجل



                                                          يقول : أهمهم نفقة صيفهم وشتائهم وقالوا لأبيهم : تعد أي : انصرف ، عنا قال ابن بري : الأراجل هنا جمع أرجال ، وأرجال جمع راجل ، مثل صاحب وأصحاب وأصاحيب إلا أنه حذف الياء من الأراجيل لضرورة الشعر ، قال أبو المثلم الهذلي :


                                                          يا صخر وراد ماء قد تتابعه     سوم الأراجيل حتى ماؤه طحل



                                                          وقال آخر :


                                                          كأن رحلي على حقباء قاربة [ ص: 112 ]     أحمى عليها أبانين الأراجيل



                                                          أبانان : جبلان ، وقال أبو الأسود الدؤلي :


                                                          كأن مصامات الأسود ببطنه     مراغ وآثار الأراجيل ملعب



                                                          وفي قصيد كعب بن زهير :


                                                          تظل منه سباع الجو ضامزة     ولا تمشى بواديه الأراجيل



                                                          وقال كثير في الأراجل :


                                                          له بجبوب القادسية فالشبا     مواطن لا تمشي بهن الأراجل



                                                          قال : ويدلك على أن الأراجل في بيت أبي ذؤيب جمع أرجال أن أهل اللغة قالوا في بيت أبي المثلم الأراجيل هم الرجالة وسومهم مرهم ، قال : وقد يجمع رجل أيضا على رجلة . ابن سيده : وقد يكون الرجل صفة يعني بذلك الشدة والكمال ، قال : وعلى ذلك أجاز سيبويه الجر في قولهم مررت برجل رجل أبوه ، والأكثر الرفع ، وقال في موضع آخر : إذا قلت : هذا الرجل فقد يجوز أن تعني كماله وأن تريد كل رجل تكلم ومشى على رجلين ، فهو رجل ، لا تريد غير ذلك المعنى ، وذهب سيبويه إلى أن معنى قولك هذا زيد هذا الرجل الذي من شأنه كذا ، ولذلك قال في موضع آخر حين ذكر ابن الصعق وابن كراع : وليس هذا بمنزلة زيد وعمرو من قبل أن هذه أعلام جمعت ما ذكرنا من التطويل فحذفوا ، ولذلك قال الفارسي : إن التسمية اختصار جملة أو جمل . غيره : وفي معنى تقول هذا رجل كامل وهذا رجل أي : فوق الغلام ، وتقول : هذا رجل أي : راجل ، وفي هذا المعنى للمرأة : هي رجلة أي : راجلة ، وأنشد :


                                                          فإن يك قولهم صادقا     فسيقت نسائي إليكم رجالا



                                                          أي : رواجل . والرجلة بالضم : مصدر الرجل والراجل والأرجل . يقال : رجل جيد الرجلة ، ورجل بين الرجولة والرجلة والرجلية والرجولية ، الأخيرة عن ابن الأعرابي ، وهي من المصادر التي لا أفعال لها . وهذا أرجل الرجلين أي : أشدهما ، أو فيه رجلية ليست في الآخر ، قال ابن سيده : وأراه من باب أحنك الشاتين أي : أنه لا فعل له وإنما جاء فعل التعجب من غير فعل وحكى الفارسي : امرأة مرجل تلد الرجال ، وإنما المشهور مذكر ، وقالوا : ما أدري أي ولد الرجل هو يعني آدم على نبينا وعليه - الصلاة والسلام - . وبرد مرجل : فيه صور كصور الرجال . وفي الحديث : أنه لعن المترجلات من النساء ، يعني اللاتي يتشبهن بالرجال في زيهم وهيآتهم ، فأما في العلم والرأي فمحمود ، وفي رواية : لعن الله الرجلة من النساء ، بمعنى المترجلة ويقال : امرأة رجلة إذا تشبهت بالرجال في الرأي والمعرفة . والرجل : قدم الإنسان وغيره ، قال أبو إسحاق : والرجل من أصل الفخذ إلى القدم ، أنثى . وقولهم في المثل : لا تمش برجل من أبى ، كقولهم لا يرحل رحلك من ليس معك ، وقوله :


                                                          ولا يدرك الحاجات من حيث تبتغى     من الناس إلا المصبحون على رجل



                                                          يقول : إنما يقضيها المشمرون القيام ، لا المتزملون النيام ، فأما قوله :


                                                          أرتني حجلا على ساقها     فهش الفؤاد لذاك الحجل
                                                          فقلت ولم أخف عن صاحبي     ألابي أنا أصل تلك الرجل



                                                          فإنه أراد الرجل والحجل ، فألقى حركة اللام على الجيم ، قال : وليس هذا وضعا ; لأن فعلا لم يأت إلا في قولهم إبل وإطل ، وقد تقدم ، والجمع أرجل ، قال سيبويه : لا نعلمه كسر على غير ذلك ، قال ابن جني : استغنوا فيه بجمع القلة عن جمع الكثرة . وقوله تعالى : ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن قال الزجاج : كانت المرأة ربما اجتازت وفي رجلها الخلخال ، وربما كان فيه الجلاجل ، فإذا ضربت برجلها علم أنها ذات خلخال وزينة ، فنهي عنه لما فيه من تحريك الشهوة كما أمرن أن لا يبدين ذلك ; لأن إسماع صوته بمنزلة إبدائه . ورجل أرجل : عظيم الرجل ، وقد رجل ، وأركب عظيم الركبة ، وأرأس عظيم الرأس . ورجله يرجله رجلا : أصاب رجله ، وحكى الفارسي رجل في هذا المعنى . أبو عمرو : ارتجلت الرجل إذا أخذته برجله ، والرجلة : أن يشكو رجله . وفي حديث الجلوس في الصلاة : إنه لجفاء بالرجل أي : بالمصلي نفسه ، ويروى بكسر الراء وسكون الجيم ، يريد جلوسه على رجله في الصلاة . والرجل بالتحريك : مصدر قولك رجل ، بالكسر ، أي : بقي راجلا ، وأرجله غيره وأرجله أيضا : بمعنى أمهله ، وقد يأتي رجل بمعنى راجل ، قال الزبرقان بن بدر :


                                                          آليت لله حجا حافيا رجلا     إن جاوز النخل يمشي وهو مندفع



                                                          ومثله ليحيى بن وائل وأدرك قطري بن الفجاءة الخارجي أحد بني مازن حارثي :


                                                          أما أقاتل عن ديني على فرس     ولا كذا رجلا إلا بأصحاب
                                                          لقد لقيت إذا شرا وأدركني     ما كنت أرغم في جسمي من العاب



                                                          قال أبو حاتم : أما مخفف الميم مفتوح الألف ، وقوله رجلا أي : راجلا كما تقول العرب : جاءنا فلان حافيا رجلا أي : راجلا ، كأنه قال أما أقاتل فارسا ولا راجلا إلا ومعي أصحابي ، لقد لقيت إذا شرا إن لم أقاتل وحدي ، وأبو زيد مثله وزاد : ولا كذا أقاتل راجلا ، فقال : إنه خرج يقاتل السلطان فقيل له أتخرج راجلا تقاتل ؟ فقال البيت ، وقال ابن الأعرابي : قوله ولا كذا أي : ما ترى رجلا كذا ، وقال المفضل : أما خفيفة بمنزلة ألا ، وألا تنبيه يكون بعدها أمر أو نهي أو إخبار ، فالذي بعد أما هنا إخبار كأنه قال : أما أقاتل فارسا وراجلا . وقال أبو علي في الحجة بعد أن حكى عن أبي زيد ما تقدم : فرجل على ما حكاه أبو [ ص: 113 ] زيد صفة ، ومثله ندس وفطن وحذر وأحرف نحوها ، ومعنى البيت كأنه يقول : اعلموا أني أقاتل عن ديني وعن حسبي وليس تحتي فرس ولا معي أصحاب . ورجل الرجل رجلا ، فهو راجل ورجل ورجل ورجيل ورجل ورجلان ; الأخيرة عن ابن الأعرابي ; إذا لم يكن له ظهر في سفر يركبه ; وأنشد ابن الأعرابي :


                                                          علي إذا لاقيت ليلى بخلوة     أن ازدار بيت الله رجلان حافيا



                                                          والجمع رجال ورجالة ورجال ورجالى ورجالى ورجالى ورجلان ورجلة ورجلة ورجلة وأرجلة وأراجل وأراجيل ; وأنشد لأبي ذؤيب :


                                                          واغز وسط الأراجل



                                                          قال ابن جني : فيجوز أن يكون أراجل جمع أرجلة ، وأرجلة جمع رجال ، ورجال جمع راجل كما تقدم ; وقد أجاز أبو إسحاق في قوله :


                                                          في ليلة من جمادى ذات أندية



                                                          أن يكون كسر ندى على نداء كجمل وجمال ، ثم كسر نداء على أندية كرداء وأردية ، قال : فكذلك يكون هذا ; والرجل اسم للجمع عند سيبويه وجمع عند أبي الحسن ، ورجح الفارسي قول سيبويه وقال : لو كان جمعا ثم صغر لرد إلى واحده ثم جمع ونحن نجده مصغرا على لفظه ; وأنشد :


                                                          بنيته بعصبة من ماليا     أخشى ركيبا ورجيلا عاديا



                                                          وأنشد :


                                                          وأين ركيب واضعون رحالهم     إلى أهل بيت من مقامة أهودا



                                                          ويروى : من بيوت بأسودا ; وأنشد الأزهري :


                                                          وظهر تنوفة حدباء تمشي     بها الرجال خائفة سراعا



                                                          قال : وقد جاء في الشعر الرجلة ، وقال تميم بن أبي :

                                                          ورجلة يضربون البيض عن عرض

                                                          قال أبو عمرو : الرجلة الرجالة في هذا البيت ، وليس في الكلام فعلة جاء جمعا غير رجلة جمع راجل وكمأة جمع كمء ، وفي التهذيب : ويجمع رجاجيل . والرجلان أيضا : الراجل ، والجمع رجلى ورجال مثل عجلان وعجلى وعجال ، قال : ويقال رجل ورجالى مثل عجل وعجالى . وامرأة رجلى : مثل عجلى ، ونسوة رجال : مثل عجال ، ورجالى مثل عجالى . قال ابن بري : قال ابن جني راجل ورجلان ، بضم الراء ، قال الراجز :


                                                          ومركب يخلطني بالركبان     يقي به الله أذاة الرجلان



                                                          ورجال أيضا ، وقد حكي أنها قراءة عبد الله في سورة الحج وبالتخفيف أيضا ، وقوله تعالى : فإن خفتم فرجالا أو ركبانا أي : فصلوا ركبانا ، ورجالا ، جمع راجل مثل صاحب وصحاب ، أي : إن لم يمكنكم أن تقوموا قانتين أي : عابدين موفين الصلاة حقها لخوف ينالكم فصلوا ركبانا ، التهذيب : رجال أي : رجالة . وقوم رجلة أي : رجالة . وفي حديث صلاة الخوف : فإن كان خوف هو أشد من ذلك فصلوا رجالا وركبانا ، الرجال : جمع راجل أي : ماش ، والراجل خلاف الفارس . أبو زيد : يقال رجلت ، بالكسر ، رجلا أي : بقيت راجلا ، والكسائي مثله ، والعرب تقول في الدعاء على الإنسان : ما له رجل أي : عدم المركوب فبقي راجلا . قال ابن سيده : وحكى اللحياني لا تفعل كذا وكذا أمك راجل ، ولم يفسره ، إلا أنه قال قبل هذا : أمك هابل وثاكل ، وقال بعد هذا : أمك عقرى وخمشى وحيرى ، فدلنا ذلك بمجموعه أنه يريد الحزن والثكل . والرجلة : المشي راجلا . والرجلة والرجلة : شدة المشي حكاها أبو زيد . وفي الحديث : العجماء جرحها جبار ، ويروي بعضهم : الرجل جبار ، فسره من ذهب إليه أن راكب الدابة إذا أصابت وهو راكبها إنسانا أو وطئت شيئا بيدها فضمانه على راكبها ، وإن أصابته برجلها فهو جبار وهذا إذا أصابته وهي تسير ، فأما أن تصيبه وهي واقفة في الطريق فالراكب ضامن أصابت ما أصابت بيد أو رجل وكان الشافعي - رضي الله عنه - يرى الضمان واجبا على راكبها على كل حال ، نفحت برجلها أو خبطت بيدها ، سائرة كانت أو واقفة . قال الأزهري : الحديث الذي رواه الكوفيون أن الرجل جبار غير صحيح عند الحفاظ ، قال ابن الأثير في قوله في الحديث : الرجل جبار أي : ما أصابت الدابة برجلها فلا قود على صاحبها ، قال : والفقهاء فيه مختلفون في حالة الركوب عليها وقودها وسوقها وما أصابت برجلها أو يدها ، قال : وهذا الحديث : ذكره الطبراني مرفوعا وجعله الخطابي من كلام الشعبي . وحرة رجلاء : وهي المستوية بالأرض الكثيرة الحجارة يصعب المشي فيها ، وقال أبو الهيثم : حرة رجلاء ، الحرة أرض حجارتها سود والرجلاء الصلبة الخشنة لا تعمل فيها خيل ولا إبل ولا يسلكها إلا راجل . ابن سيده : وحرة رجلاء لا يستطاع المشي فيها لخشونتها وصعوبتها حتى يترجل فيها . وفي حديث رفاعة الجذامي ذكر رجلى ، هي بوزن دفلى ، حرة رجلى : في ديار جذام . وترجل الرجل : ركب رجليه . والرجيل : من الخيل : الذي لا يحفى . ورجل رجيل أي : قوي على المشي . قال ابن بري : وكذلك امرأة رجيلة للقوية على المشي ، قال الحارث بن حلزة :


                                                          أنى اهتديت وكنت غير رجيلة     والقوم قد قطعوا متان السجسج



                                                          التهذيب : ارتجل الرجل ارتجالا إذا ركب رجليه في حاجته ومضى . ويقال : ارتجل ما ارتجلت أي : اركب ما ركبت من الأمور . وترجل الزند وارتجله : وضعه تحت رجليه . وترجل القوم إذا نزلوا عن دوابهم في الحرب للقتال . ويقال : حملك الله على الرجلة ، والرجلة هاهنا : فعل الرجل الذي لا دابة له . ورجل الشاة وارتجلها : عقلها برجليها . ورجلها يرجلها رجلا وارتجلها : علقها برجلها . والمرجل من الزقاق : الذي يسلخ من رجل واحدة ، وقيل : الذي يسلخ من قبل رجله . الفراء . الجلد المرجل الذي يسلخ من رجل واحدة ، والمنجول الذي [ ص: 114 ] يشق عرقوباه جميعا كما يسلخ الناس اليوم ، والمزقق الذي يسلخ من قبل رأسه ، الأصمعي وقوله :


                                                          أيام ألحف مئزري عفر الثرى     وأغض كل مرجل ريان



                                                          أراد بالمرجل الزق الملآن من الخمر ، وغضه شربه . ابن الأعرابي : قال المفضل يصف شعره وحسنه ، وقوله أغض أي : أنقص منه بالمقراض ليستوي شعثه . والمرجل : الشعر المسرح ، ويقال للمشط مرجل ومسرح . وفي الحديث : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عن الترجل إلا غبا ، الترجل والترجيل : تسريح الشعر وتنظيفه وتحسينه ، ومعناه أنه كره كثرة الادهان ومشط الشعر وتسويته كل يوم كأنه كره كثرة الترفه والتنعم . والرجلة والترجيل : بياض في إحدى رجلي الدابة لا بياض به في موضع غير ذلك . أبو زيد : نعجة رجلاء وهي البيضاء إحدى الرجلين إلى الخاصرة وسائرها أسود ، وقد رجل رجلا ، وهو أرجل . ونعجة رجلاء : ابيضت رجلاها مع الخاصرتين وسائرها أسود . الجوهري : الأرجل من الخيل الذي في إحدى رجليه بياض ، ويكره إلا أن يكون به وضح ، غيره . قال المرقش الأصغر :


                                                          أسيل نبيل ليس فيه معابة     كميت كلون الصرف أرجل أقرح



                                                          فمدح بالرجل لما كان أقرح . قال : وشاة رجلاء كذلك . وفرس أرجل : بين الرجل والرجلة . ورجلت المرأة ولدها : وضعته بحيث خرجت رجلاه قبل رأسه عند الولادة ، وهذا يقال له اليتن . الأموي : إذا ولدت الغنم بعضها بعد بعض قيل ولدتها الرجيلاء مثال الغميصاء ، وولدتها طبقة بعد طبقة . ورجل الغراب : ضرب من صر الإبل لا يقدر الفصيل على أن يرضع معه ولا ينحل ، قال الكميت :


                                                          صر رجل الغراب ملكك في النا     س على من أراد فيه الفجورا



                                                          رجل الغراب مصدر ; لأنه ضرب من الصر فهو من باب رجع القهقرى واشتمل الصماء ، وتقديره صرا مثل صر رجل الغراب ومعناه استحكم ملكك فلا يمكن حله كما لا يمكن الفصيل حل رجل الغراب . وقوله في الحديث : الرؤيا لأول عابر وهي على رجل طائر أي : أنها على رجل قدر جار وقضاء ماض من خير أو شر ، وأن ذلك هو الذي قسمه الله لصاحبها ، من قولهم اقتسموا دارا فطار سهم فلان في ناحيتها أي : وقع سهمه وخرج ، وكل حركة من كلمة أو شيء يجري لك فهو طائر ، والمراد أن الرؤيا هي التي يعبرها المعبر الأول ، فكأنها كانت على رجل طائر فسقطت فوقعت حيث عبرت ، كما يسقط الذي يكون على رجل الطائر بأدنى حركة . ورجل الطائر : ميسم . والرجلة : القوة على المشي . رجل الرجل يرجل رجلا ورجلة إذا كان يمشي في السفر وحده ولا دابة له يركبها . ورجل رجلي : للذي يغزو على رجليه منسوب إلى الرجلة . والرجيل : القوي على المشي الصبور عليه ، وأنشد :


                                                          حتى أشب لها وطال إيابها     ذو رجلة شثن البراثن جحنب



                                                          وامرأة رجيلة : صبور على المشي ، وناقة رجيلة . ورجل راجل ورجيل : قوي على المشي ، وكذلك البعير والحمار ، والجمع رجلى ورجالى . والرجيل أيضا من الرجال : الصلب . الليث : الرجلة نجابة الرجيل من الدواب والإبل وهو الصبور على طول السير ، قال : ولم أسمع منه فعلا إلا في النعوت ناقة رجيلة وحمار رجيل . ورجل رجيل : مشاء . التهذيب : رجل بين الرجولية والرجولة ، وأنشد أبو بكر :


                                                          وإذا خليلك لم يدم لك وصله     فاقطع لبانته بحرف ضامر
                                                          وجناء مجفرة الضلوع رجيلة     ولقى الهواجر ذات خلق حادر



                                                          أي : سريعة الهواجر ، الرجيلة : القوية على المشي ، وحرف : شبهها بحرف السيف في مضائها . الكسائي رجل بين الرجولة وراجل بين الرجلة ، والرجيل من الناس : المشاء الجيد المشي . والرجيل من الخيل : الذي لا يعرق . وفلان قائم على رجل إذا حزبه أمر فقام له . والرجل : خلاف اليد . ورجل القوس : سيتها السفلى ، ويدها : سيتها العليا ، وقيل : رجل القوس ما سفل عن كبدها ، قال أبو حنيفة : رجل القوس أتم من يدها . قال : وقال أبو زياد الكلابي القواسون يسخفون الشق الأسفل من القوس ، وهو الذي تسميه يدا ، لتعنت القياس فينفق ما عندهم . ابن الأعرابي : أرجل القسي إذا أوترت أعاليها ، وأيديها أسافلها ، قال : وأرجلها أشد من أيديها ، وأنشد :


                                                          ليت القسي كلها من أرجل



                                                          قال : وطرفا القوس ظفراها ، وحزاها فرضتاها ، وعطفاها سيتاها ، وبعد السيتين الطائفان ، وبعد الطائفين الأبهران ، وما بين الأبهرين كبدها ، وهو ما بين عقدي الحمالة ، وعقداها يسميان الكليتين ، وأوتارها التي تشد في يدها ورجلها تسمى الوقوف وهو المضائغ . ورجلا السهم : حرفاه . ورجل البحر : خليجه ، عن كراع . وارتجل الفرس ارتجالا : راوح بين العنق والهملجة ، وفي التهذيب : إذا خلط العنق بالهملجة . وترجل أي : مشى راجلا . وترجل البئر ترجلا وترجل فيها ، كلاهما : نزلها من غير أن يدلى . وارتجال الخطبة والشعر : ابتداؤه من غير تهيئة . وارتجل الكلام ارتجالا إذا اقتضبه اقتضابا وتكلم به من غير أن يهيئه قبل ذلك . وارتجل برأيه : انفرد به ولم يشاور أحدا فيه ، والعرب تقول : أمرك ما ارتجلت ، معناه ما استبددت برأيك فيه ، قال الجعدي :


                                                          وما عصيت أميرا غير متهم     عندي ولكن أمر المرء ما ارتجلا



                                                          وترجل النهار ، وارتجل أي : ارتفع ، قال الشاعر :


                                                          وهاج به لما ترجلت الضحى     عصائب شتى من كلاب ونابل



                                                          وفي حديث العرنيين : فما ترجل النهار حتى أتي بهم أي : ما ارتفع النهار تشبيها بارتفاع الرجل عن الصبا . وشعر رجل ورجل ورجل : [ ص: 115 ] بين السبوطة والجعودة . وفي صفته - صلى الله عليه وسلم - كان شعره رجلا أي : لم يكن شديد الجعودة ولا شديد السبوطة بل بينهما ، وقد رجل رجلا ورجله هو ترجيلا ، ورجل رجل الشعر ورجله ، وجمعهما أرجال ورجالى . ابن سيده : قال سيبويه : أما رجل - بالفتح - فلا يكسر استغنوا عنه بالواو والنون وذلك في الصفة وأما رجل وبالكسر فإنه لم ينص عليه وقياسه قياس فعل في الصفة ، ولا يحمل على باب أنجاد وأنكاد جمع نجد ونكد لقلة تكسير هذه الصفة من أجل قلة بنائها ، إنما الأعرف في جميع ذلك الجمع بالواو والنون ، لكنه ربما جاء منه الشيء مكسرا لمطابقة الاسم في البناء ، فيكون ما حكاه اللغويون من رجالى وأرجال جمع رجل ورجل على هذا . ومكان رجيل : صلب . ومكان رجيل : بعيد الطرفين موطوء ركوب ، قال الراعي :


                                                          قعدوا على أكوارها فتردفت     صخب الصدى جذع الرعان رجيلا



                                                          وطريق رجيل إذا كان غليظا وعرا في الجبل . والرجل : أن يترك الفصيل والمهر والبهمة مع أمه يرضعها متى شاء ، قال القطامي :


                                                          فصاف غلامنا رجلا عليها     إرادة أن يفوقها رضاعا



                                                          ورجلها يرجلها رجلا وأرجلها : أرسله معها ، وأرجلها الراعي مع أمها ، وأنشد :


                                                          مسرهد أرجل حتى فطما



                                                          ورجل البهم أمه يرجلها رجلا : رضعها . وبهمة رجل ورجل وبهم أرجال ورجل . وارتجل رجلك أي : عليك شأنك فالزمه ، عن ابن الأعرابي . ويقال : لي في مالك رجل أي : سهم . والرجل : القدم . والرجل : الطائفة من الشيء أنثى ، وخص بعضهم به القطعة العظيمة من الجراد ، والجمع أرجال ، وهو جمع على غير لفظ الواحد ، ومثله كثير في كلامهم كقولهم لجماعة البقر صوار ، ولجماعة النعام خيط ، ولجماعة الحمير عانة ، قال أبو النجم يصف الحمر في عدوها وتطاير الحصى عن حوافرها :


                                                          كأنما المعزاء من نضالها     رجل جراد طار عن خذالها



                                                          وجمع الرجل أرجال . وفي حديث أيوب - عليه السلام - : أنه كان يغتسل عريانا فخر عليه رجل من جراد ذهب ، الرجل بالكسر : الجراد الكثير ، ومنه الحديث : كأن نبلهم رجل جراد ، ومنه حديث ابن عباس : أنه دخل مكة رجل من جراد فجعل غلمان مكة يأخذون منه ، فقال : أما إنهم لو علموا لم يأخذوه ، كره ذلك في الحرم لأنه صيد والمرتجل : الذي يقع برجل من جراد فيشتوي منها أو يطبخ ، قال الراعي :


                                                          كدخان مرتجل بأعلى تلعة     غرثان ضرم عرفجا مبلولا



                                                          وقيل : المرتجل الذي اقتدح النار بزندة جعلها بين رجليه وفتل الزند في فرضها بيده حتى يوري ، وقيل : المرتجل الذي نصب مرجلا يطبخ فيه طعاما . وارتجل فلان أي : جمع قطعة من الجراد ليشويها ، قال لبيد :


                                                          فتنازعا سبطا يطير ظلاله     كدخان مرتجل يشب ضرامها



                                                          قال ابن بري : يقال للقطعة من الجراد رجل ورجلة والرجلة أيضا : القطعة من الوحش ، قال الشاعر :


                                                          والعين عين لياح لجلجت وسنا     لرجلة من بنات الوحش أطفال



                                                          وارتجل الرجل : جاء من أرض بعيدة فاقتدح نارا وأمسك الزند بيديه ورجليه لأنه وحده ، وبه فسر بعضهم :


                                                          كدخان مرتجل بأعلى تلعة



                                                          والمرجل من الجراد : الذي ترى آثار أجنحته في الأرض . وجاءت رجل دفاع أي : جيش كثير ، شبه برجل الجراد . وفي النوادر : الرجل النزو ، يقال : بات الحصان يرجل الخيل . وأرجلت الحصان في الخيل إذا أرسلت فيها فحلا . والرجل : السراويل الطاق ، ومنه الخبر عن النبي - صلى الله عليه وسلم : أنه اشترى رجل سراويل ثم قال للوزان زن وأرجح ، قال ابن الأثير : هذا كما يقال اشترى زوج خف وزوج نعل ، وإنما هما زوجان يريد رجلي سراويل ; لأن السراويل من لباس الرجلين ، وبعضهم يسمي السراويل رجلا . والرجل : الخوف والفزع من فوت الشيء ، يقال : أنا من أمري على رجل أي : على خوف من فوته . والرجل ، قال أبو المكارم : تجتمع القطر فيقول الجمال : لي الرجل أي : أنا أتقدم . والرجل : الزمان يقال : كان ذلك على رجل فلان أي : في حياته وزمانه وعلى عهده . وفي حديث ابن المسيب : لا أعلم نبيا هلك على رجله من الجبابرة ما هلك على رجل موسى عليه - الصلاة والسلام - أي : في زمانه . والرجل : القرطاس الخالي . والرجل : البؤس والفقر . والرجل : القاذورة من الرجال . والرجل : الرجل النؤوم . والرجلة : المرأة النؤوم ، كل هذا - بكسر الراء - . والرجل في كلام أهل اليمن الكثير المجامعة ، كان الفرزدق يقول ذلك ويزعم أن من العرب من يسميه العصفوري ، وأنشد :


                                                          رجلا كنت في زمان غروري     وأنا اليوم جافر ملهود



                                                          والرجلة : منبت العرفج الكثير في روضة واحدة . والرجلة : مسيل الماء من الحرة إلى السهلة . شمر : الرجل مسايل الماء ، واحدتها رجلة ، قال لبيد :


                                                          يلمج البارض لمجا في الندى     من مرابيع رياض ورجل



                                                          اللمج : الأكل بأطراف الفم ، قال أبو حنيفة : الرجل تكون في الغلظ واللين وهي أماكن سهلة تنصب إليها المياه فتمسكها . وقال مرة : الرجلة كالقري وهي واسعة تحل ، قال : وهي مسيل سهلة منبات . أبو عمرو : الراجلة كبش الراعي الذي يحمل عليه متاعه ، وأنشد :


                                                          فظل يعمت في قوط وراجلة     يكفت الدهر إلا ريث يهتبد



                                                          [ ص: 116 ] أي : يطبخ . والرجلة : ضرب من الحمض ، وقوم يسمون البقلة الحمقاء الرجلة ، وإنما هي الفرفخ . وقال أبو حنيفة : ومن كلامهم هو أحمق من رجلة ، يعنون هذه البقلة وذلك ; لأنها تنبت على طرق الناس فتداس ، وفي المسايل فيقلعها ماء السيل والجمع رجل . والرجل : نصف الراوية من الخمر والزيت ، عن أبي حنيفة . وفي حديث عائشة : أهدي لنا رجل شاة فقسمتها إلا كتفها ، تريد نصف شاة طولا فسمتها باسم بعضها . وفي حديث الصعب بن جثامة : أنه أهدى إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - رجل حمار وهو محرم أي : أحد شقيه ، وقيل : أراد فخذه . والتراجيل : الكرفس ، سوادية ، وفي التهذيب بلغة العجم ، وهو اسم سوادي من بقول البساتين . والمرجل : القدر من الحجارة والنحاس ، مذكر ، قال :


                                                          حتى إذا ما مرجل القوم أفر



                                                          وقيل : هو قدر النحاس خاصة ، وقيل : هي كل ما طبخ فيها من قدر وغيرها . وارتجل الرجل : طبخ في المرجل والمراجل : ضرب من برود اليمن . المحكم : والممرجل ضرب من ثياب الوشي فيه صور المراجل ، فممرجل على هذا ممفعل ، وأما سيبويه فجعله رباعيا لقوله :


                                                          بشية كشية الممرجل



                                                          وجعل دليله على ذلك ثبات الميم في الممرجل ، قال : وقد يجوز أن يكون من باب تمدرع وتمسكن فلا يكون له في ذلك دليل . وثوب مرجلي : من الممرجل وفي المثل :

                                                          حديثا كان بردك مرجليا

                                                          أي : إنما كسيت المراجل حديثا وكنت تلبس العباء ، كل ذلك عن ابن الأعرابي . الأزهري في ترجمة رحل : وفي الحديث : حتى يبني الناس بيوتا يوشونها وشي المراحل ، ويعني تلك الثياب ، قال : ويقال لها المراجل بالجيم ، أيضا ويقال لها الراحولات ، والله أعلم .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية