الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ ص: 98 ] [ رثث ]

                                                          رثث : الرث والرثة والرثيث : الخلق الخسيس البالي من كل شيء . تقول : ثوب رث ، وحبل رث ، ورجل رث الهيئة في لبسه ، وأكثر ما يستعمل فيما يلبس ، والجمع رثاث . وفي حديث ابن نهيك : أنه دخل على سعد وعنده متاع رث ، أي : خلق بال . وقد رث الحبل وغيره ، يرث ويرث رثاثة ورثوثة وأرث ، وأرثه البلى ، عن ثعلب . وأرث الثوب ، أي : أخلق ; قال ابن دريد : أجاز أبو زيد : رث وأرث ، وقال الأصمعي : رث بغير ألف ، قال أبو حاتم : ثم رجع بعد ذلك وأجاز رث وأرث ، وقول دريد بن الصمة :


                                                          أرث جديد الحبل من أم معبد بعاقبة وأخلفت كل موعد



                                                          يجوز أن يكون على هذه اللغة ، ويجوز أن تكون الهمزة في الاستفهام دخلت على رث . وأرث الرجل : رث حبله ، والاسم من كل ذلك الرثة . ورجل رث الهيئة : خلقها باذها . وفي خلقه رثاثة أي : بذاذة . وقد رث يرث رثاثة ، ويرث رثوثة والرث والرثة جميعا : رديء المتاع ، وأسقاط البيت من الخلقان . وارتثثنا رثة القوم ، وارتثوا رثة القوم : جمعوها أو اشتروها . وتجمع الرثة رثاثا . والرثة : خشارة الناس ، وضعفاؤهم ، شبهوا بالمتاع الرديء . وروى عرفجة عن أبيه ، قال : عرف علي رثة أهل النهر ، قال : فكان آخر ما بقي قدر ، قال : فلقد رأيتها في الرحبة ، وما يغترفها أحد . والرثة : المتاع ، وخلقان البيت ، والله أعلم . والرثة : السقط من متاع البيت ، من الخلقان ، والجمع رثت ، مثل قربة وقرب ، ورثاث مثل رهمة ورهام . وفي الحديث : عفوت لكم عن الرثة ، وهي متاع البيت الدون ، قال ابن الأثير : وبعضهم يرويه ( الرثية ) والصواب ( الرثة ) بوزن الهرة . وفي حديث النعمان بن مقرن يوم نهاوند : ألا إن هؤلاء قد أخطروا لكم رثة ، وأخطرتم لهم الإسلام ، وجمع الرثة رثاث . وفي الحديث : فجمعت الرثاث إلى السائب . والمرتث : الصريع الذي يثخن في الحرب ، ويحمل حيا ثم يموت ، وقال ثعلب : هو الذي يحمل من المعركة وبه رمق ، فإن كان قتيلا فليس بمرتث . التهذيب : يقال للرجل إذا ضرب في الحرب فأثخن وحمل وبه رمق ثم مات : قد ارتث فلان ، وهو افتعل على ما لم يسم فاعله ، أي : حمل من المعركة رثيثا ، أي : جريحا وبه رمق ، ومنه قول خنساء حين خطبها دريد بن الصمة على كبر سنه : أترونني تاركة بني عمي ، كأنهم عوالي الرماح ، ومرتثة شيخ بني جشم ؟ أرادت : أنه مذ أسن وقرب من الموت وضعف ، فهو بمنزلة من حمل من المعركة وقد أثبتته الجراح لضعفه . وفي حديث كعب بن مالك : أنه ارتث يوم أحد ، فجاء به الزبير يقود بزمام راحلته ; الارتثاث : أن يحمل الجريح من المعركة وهو ضعيف قد أثخنته الجراح . والرثيث أيضا : الجريح كالمرتث . وفي حديث زيد بن صوحان : أنه ارتث يوم الجمل وبه رمق . وفي حديث أم سلمة : فرآني مرتثة ، أي : ساقطة ضعيفة ، وأصل اللفظة من الرث : الثوب الخلق . والمرتث ، مفتعل منه . وارتث بنو فلان ناقة لهم ، أو شاة : نحروها من الهزال . والرثة : المرأة الحمقاء .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية