الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ ربث ]

                                                          ربث : الربث : حبسك الإنسان عن حاجته وأمره بعلل . ربثه عن أمره وحاجته يربثه - بالضم - ربثا ، وربثه : حبسه وصرفه . والربيثة : الأمر يحبسك ، وكذلك الربيثى ، مثال الخصيصى . وفعل ذلك له ربيثى وربيثة أي : خديعة وحبسا . وقال ابن السكيت : إنما قلت ذلك ربيثة مني أي : خديعة . وقد ربثته أربثه ربثا . الكسائي : الربيثى ، من قولك ربثت الرجل أربثه ربثا ، وهو أن تثبطه ، وتبطئ به قال الشاعر :


                                                          بينا ترى المرء في بلهنية يربثه من حذاره أمله



                                                          قال شمر : ربثه عن حاجته أي : حبسه فربث ، وهو رابث ، إذا أبطأ ، وأنشد لنمير بن جراح :


                                                          تقول ابنة البكري : ما لي لا أرى     صديقك إلا رابثا عنك وافده ؟



                                                          أي : بطيئا . ويقال : دنا فلان ثم ارباث أي : احتبس ، واربأثثت . وفي الحديث : تعترض الشياطين الناس يوم الجمعة بالربائث أي : بما يربثهم عن الصلاة . وفي رواية : إذا كان يوم الجمعة ، بعث إبليس شياطينه ; وفي رواية : جنوده إلى الناس ، فأخذوا عليهم بالربائث . وفي حديث علي : غدت الشياطين براياتها فيأخذون الناس بالربائث أي : ذكروهم الحوائج التي تربثهم ، ليربثوهم بها عن الجمعة ، وفي رواية : يرمون الناس بالترابيث ، قال الخطابي : وليس بشيء ; قال ابن الأثير : ويجوز ، إن صحت الرواية ، أن يكون جمع تربيثة ، وهي المرة الواحدة من التربيث ، تقول : ربثته تربيثا وتربيثة واحدة ، مثل قدمته تقديما وتقديمة واحدة . وتربث في سيره أي : تلبث . وربثه : كلبثه . وامرأة ربيث أي : مربوث ، قال :


                                                          جري كريث أمره ربيث



                                                          الكريث : المكروث . وارتبث القوم : تفرقوا . واربث أمر القوم : تفرق ; قال أبو ذؤيب :


                                                          رميناهم حتى إذا اربث أمرهم     وصار الرصيع نهية للحمائل



                                                          الرصيع : جمع رصيعة ، كشعير وشعيرة ، وهو سير يضفر ، يكون بين حمالة السيف وجفنه . يقول : لما انهزموا ، انقلبت سيوفهم ، فصارت أعاليها أسافلها ، وكانت الحمائل على أعناقهم فانتكست ، فصار الرصيع في موضع الحمائل والنهية : الغاية التي انتهى إليها الرصيع ، وفي التهذيب :


                                                          وصار الرصوع نهية للمقاتل



                                                          قال الأصمعي : معناه دهشوا فقلبوا قسيهم . والرصيع : سير يرصع ويضفر ، والرصوع المصدر . واربث أمر القوم اربثاثا إذا انتشر وتفرق ، ولم يلتئم ، وفي الصحاح : أي : ضعف وأبطأ حتى تفرقوا .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية