الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ رأف ]

                                                          رأف : الرأفة : الرحمة ، وقيل : أشد الرحمة ، رأف به يرأف ورئف ورؤف ورأفة ورآفة . وفي التنزيل العزيز : ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله قال الفراء : الرأفة والرآفة مثل الكأبة والكآبة . وقال الزجاج : أي : لا ترحموهما فتسقطوا عنهما ما أمر الله به من الحد . ومن صفات الله - عز وجل - الرءوف ، وهو الرحيم لعباده العطوف عليهم بألطافه . والرأفة أخص من الرحمة وأرق ، وفيه لغتان قرئ بهما معا : رءوف على فعول ، قال كعب بن مالك الأنصاري :

                                                          [ ص: 61 ]

                                                          نطيع نبينا ونطيع ربا هو الرحمن كان بنا رءوفا



                                                          ورؤف على فعل ، قال جرير :


                                                          يرى للمسلمين عليه حقا     كفعل الوالد الرؤف الرحيم



                                                          وقد رأف يرأف إذا رحم . والرأفة أرق من الرحمة ولا تكاد تقع في الكراهة ، والرحمة قد تقع في الكراهة للمصلحة . أبو زيد : يقال : رؤفت بالرجل أرؤف به رأفة ورآفة ، ورأفت أرأف به ورئفت به رأفا كل من كلام العرب ، قال أبو منصور : ومن لين الهمزة وقال روف جعلها واوا ، ومنهم من يقول رأف - بسكون الهمزة - قال الشاعر :


                                                          فآمنوا بنبي لا أبا لكم     ذي خاتم صاغه الرحمن مختوم
                                                          رأف رحيم بأهل البر يرحمهم     مقرب عند ذي الكرسي مرحوم



                                                          ابن الأعرابي : الرأفة الرحمة . وقال الفراء : يقال : رئف - بكسر الهمزة - ورؤف . ابن سيده : ورجل رؤف ورءوف ورأف ، وقوله :


                                                          وكان ذو العرش بنا أرافي

                                                          إنما أراد أرأفيا كأحمري ، فأبدل وسكنه على قوله :


                                                          وآخذ من كل حي عصم

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية