الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 490 ] بسم الله الرحمن الرحيم

                                                                                                                                                                                                                                      سورة الطارق

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : والسماء والطارق

                                                                                                                                                                                                                                      أصل الطرق في اللغة : الدق ، ومنه المطرقة ; ولذا قالوا للآتي ليلا : طارق ; لأنه يحتاج إلى طرق الباب .

                                                                                                                                                                                                                                      وعليه قول امرئ القيس :


                                                                                                                                                                                                                                      فمثلك حبلى قد طرقت ومرضع فألهيتها عن ذي تمائم محول

                                                                                                                                                                                                                                      أي جئتها ليلا ، وقول الآخر :


                                                                                                                                                                                                                                      ألم ترياني كلما جئت طارقا     وجدت بها طيبا وإن لم تطيب

                                                                                                                                                                                                                                      وقول جرير :


                                                                                                                                                                                                                                      طرقتك صائدة القلوب وليس ذا     وقت الزيارة فارجعي بسلام

                                                                                                                                                                                                                                      وفي الحديث : " أعوذ بك من شر طوارق الليل والنهار ، إلا طارقا يطرق بخير يا رحمن " ، فهو لفظ عم في كل ما يأتي شيئه المفاجئ ، ولكأنه يأتي في حالة غير متوقعة ، ولكنه هنا خص بما فسر به بعده في :

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية