الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      ابن المنذر

                                                                                      الإمام الحافظ العلامة ، شيخ الإسلام أبو بكر ، محمد بن إبراهيم بن المنذر النيسابوري الفقيه ، نزيل مكة ، وصاحب التصانيف ك " الإشراف في اختلاف العلماء " ، وكتاب : " الإجماع " ، وكتاب : " المبسوط " ، وغير ذلك .

                                                                                      ولد في حدود موت أحمد بن حنبل .

                                                                                      وروى عن : الربيع بن سليمان ، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم ، ومحمد بن إسماعيل الصائغ ، ومحمد بن ميمون ، وعلي بن عبد العزيز ، وخلق كثير مذكورين في كتبه .

                                                                                      حدث عنه : أبو بكر بن المقرئ ، ومحمد بن يحيى بن عمار [ ص: 491 ] الدمياطي ، والحسين والحسن ابنا علي بن شعبان .

                                                                                      ولم يذكره الحاكم في " تاريخه " نسيه ، ولا هو في " تاريخ بغداد " ، ولا " تاريخ دمشق " ، فإنه ما دخلها .

                                                                                      وعداده في الفقهاء الشافعية .

                                                                                      قال الشيخ محيي الدين النواوي : له من التحقيق في كتبه ما لا يقاربه فيه أحد ، وهو في نهاية من التمكن من معرفة الحديث ، وله اختيار فلا يتقيد في الاختيار بمذهب بعينه; بل يدور مع ظهور الدليل .

                                                                                      قلت : ما يتقيد بمذهب واحد إلا من هو قاصر في التمكن من العلم كأكثر علماء زماننا ، أو من هو متعصب ، وهذا الإمام فهو من حملة الحجة ، جار في مضمار ابن جرير ، وابن سريج ، وتلك الحلبة رحمهم الله .

                                                                                      أخبرنا عمر بن عبد المنعم ، أخبرنا أبو اليمن الكندي سنة ثمان وستمائة كتابة ، أخبرنا علي بن هبة الله بن عبد السلام ، حدثنا الإمام أبو إسحاق في كتاب " الطبقات " قال : ومنهم أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المنذر النيسابوري ، مات بمكة سنة تسع أو عشر وثلاثمائة ، وصنف في اختلاف العلماء كتبا لم يصنف أحد مثلها ، واحتاج إلى كتبه الموافق والمخالف ، ولا أعلم عمن أخذ الفقه .

                                                                                      قلت : قد أخذ عن أصحاب الإمام الشافعي ، وما ذكره الشيخ أبو إسحاق من وفاته فهو على التوهم ، وإلا فقد سمع منه ابن عمار في سنة [ ص: 492 ] ست عشرة وثلاثمائة ، وأرخ الإمام أبو الحسن بن قطان الفاسي وفاته في سنة ثماني عشرة .

                                                                                      أخبرنا جماعة إذنا ، عن عائشة بنت معمر ( ح ) وقال أحمد بن محمد العلاني ، أخبرنا إسحاق بن أبي بكر ، أخبرنا يوسف بن خليل ، أخبرنا المؤيد بن الأخوة قالا : أخبرنا سعيد بن أبي الرجاء ، أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمود ، ومنصور بن الحسين قالا : أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم ، أخبرنا محمد بن إبراهيم بن المنذر - فقيه مكة - حدثنا محمد بن ميمون ، حدثنا عبد الله بن يحيى البرلسي ، عن حيوة بن شريح ، عن ابن عجلان ، عن أبي الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة ، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : من جر لنفسه شيئا ليقتلها ، فإنما يجعلها في النار ، ومن طعن نفسه بشيء ، فإنما يطعنها في النار ، ومن اقتحم ، فإنما يقتحم في النار غريب .

                                                                                      ولابن المنذر " تفسير " كبير في بضعة عشر مجلدا ، يقضي له بالإمامة في علم التأويل أيضا .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية