الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      باب في الانتضاح

                                                                      166 حدثنا محمد بن كثير حدثنا سفيان هو الثوري عن منصور عن مجاهد عن سفيان بن الحكم الثقفي أو الحكم بن سفيان الثقفي قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بال يتوضأ وينتضح قال أبو داود وافق سفيان جماعة على هذا الإسناد و قال بعضهم الحكم أو ابن الحكم

                                                                      التالي السابق


                                                                      باب في الانتضاح

                                                                      النضح الرش ، قاله الجوهري ، وسيجيء بيانه في الحديث .

                                                                      ( عن سفيان بن الحكم الثقفي أو الحكم بن سفيان الثقفي ) : هو تردد بين اسمين والمسمى واحد ( وينتضح ) : قال الخطابي في معالم السنن : الانتضاح هاهنا [ ص: 223 ] الاستنجاء بالماء ، وكان من عادة أكثرهم أن يستنجوا بالحجارة لا يمسون الماء ، وقد يتأول الانتضاح أيضا على رش الفرج بالماء بعد الاستنجاء ليدفع بذلك وسوسة الشيطان انتهى كلامه . وذكر النووي عن الجمهور أن هذا الثاني هو المراد هاهنا .

                                                                      قلت وهذا هو الحق وبه فسر الجوهري كما تقدم . وفي جامع الأصول الانتضاح رش الماء على الثوب ونحوه والمراد به أن يرش على فرجه بعد الوضوء ماء ليذهب عنه الوسواس الذي يعرض للإنسان أنه قد خرج من ذكره بلل فإذا كان ذلك المكان بللا دفع ذلك الوسواس ، وقيل أراد بالانتضاح الاستنجاء بالماء لأن الغالب كان من عادتهم أنهم يستنجون بالحجارة ( وافق سفيان ) : مفعول لوافق ( جماعة ) : فاعل لوافق ( على هذا الإسناد ) : أي لفظ سفيان بن الحكم الثقفي أو الحكم بن سفيان الثقفي ، فقال جماعة كروح بن القاسم وشيبان ومعمر وغيرهم كما قال سفيان الثوري ( قال بعضهم : الحكم أو ابن الحكم ) : والصحيح الحكم بن سفيان قال المنذري : وأخرجه الترمذي وابن ماجه . واختلف في سماع الثقفي هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقال النمري له حديث واحد في الوضوء وهو مضطرب الإسناد . وقال أبو عيسى الترمذي : واضطربوا في هذا الحديث . وأخرج الترمذي وابن ماجه من حديث الحسن بن علي الهاشمي عن عبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : جاءني جبريل فقال يا محمد إذا توضأت فانتضح قال الترمذي : حديث غريب . وسمعت محمدا - يعني البخاري - يقول : الحسن بن علي الهاشمي منكر الحديث . هذا آخر كلامه .

                                                                      والهاشمي هذا ضعفه غير واحد من الأئمة انتهى .




                                                                      الخدمات العلمية