الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        باب الإذخر والحشيش في القبر

                                                                                                                                                                                                        1284 حدثنا محمد بن عبد الله بن حوشب حدثنا عبد الوهاب حدثنا خالد عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال حرم الله مكة فلم تحل لأحد قبلي ولا لأحد بعدي أحلت لي ساعة من نهار لا يختلى خلاها ولا يعضد شجرها ولا ينفر صيدها ولا تلتقط لقطتها إلا لمعرف فقال العباس رضي الله عنه إلا الإذخر لصاغتنا وقبورنا فقال إلا الإذخر وقال أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم لقبورنا وبيوتنا وقال أبان بن صالح عن الحسن بن مسلم عن صفية بنت شيبة سمعت النبي صلى الله عليه وسلم مثله وقال مجاهد عن طاوس عن ابن عباس رضي الله عنهما لقينهم وبيوتهم [ ص: 254 ]

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        [ ص: 254 ] قوله : ( باب الإذخر والحشيش في القبر ) أورد فيه حديث ابن عباس في تحريم مكة ، وفيه فقال العباس : إلا الإذخر لصاغتنا وقبورنا . وسيأتي الكلام على فوائده في كتاب الحج ، إن شاء الله تعالى . وجوز ابن مالك في قوله : " إلا الإذخر " الرفع والنصب ، وترجم ابن المنذر على هذا الحديث طرح الإذخر في القبر وبسطه فيه ، وأراد المصنف بذكر الحشيش التنبيه على إلحاقه بالإذخر ، وأن المراد باستعمال الإذخر البسط ونحوه لا التطيب ، ومراده بالحشيش ما يجوز حشه من الحرم إذ لم يقيده في الترجمة بشيء . وقد تقدم في " باب إذا لم يجد كفنا " في قصة مصعب بن عمير لما قصر كفنه أن يغطى رأسه ، وأن يجعل على رجليه من الإذخر ، ولأحمد من طريق خباب أيضا أن حمزة لم يوجد له كفن إلا بردة إذا جعلت على رأسه قلصت عن قدميه ، وإذا جعلت على قدميه قلصت عن رأسه حتى مدت على رأسه وجعل على قدميه الإذخر .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( وقال أبو هريرة إلخ ) هو طرف من حديث طويل فيه قصة أبي شاة وقد تقدم موصولا في كتاب العلم .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( وقال أبان بن صالح إلخ ) وصله ابن ماجه من طريقه وفيه : فقال العباس إلا الإذخر ، فإنه للبيوت والقبور . قوله : ( وقال مجاهد . . . إلخ ) هو طرف من الحديث الأول ، وسيأتي موصولا في كتاب الحج ، وأورده لقوله فيه : " لقينهم " بدل لقبورهم ، والقين بفتح القاف وسكون التحتانية بعدها نون ، هو الحداد ، وكأنه أشار إلى ترجيح الرواية الأولى لموافقة رواية أبي هريرة وصفية ، وسيأتي الكلام عليه مستوفى في كتاب الحج ، إن شاء الله تعالى .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية