الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
في بيان تقسيم المصالح والمفاسد

المصالح والمفاسد أقسام :

أحدها : ما تعرفه الأذكياء والأغبياء

الثاني ما يختص بمعرفته الأذكياء ، الثالث ما يختص بمعرفته الأولياء ، لأن الله تعالى ضمن لمن جاهد في سبيله أن يهديه إلى سبيله فقال : { والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا } ، ولأن الأولياء يهتمون بمعرفة أحكامه وشرعه فيكون بحثهم عنه أتم واجتهادهم فيه أكمل ، مع أن من عمل بما يعلم ورثه الله علم ما لم يعلم . وكيف يستوي المتقون والفاسقون ؟ لا والله لا يستوون في الدرجات ولا في المحيا ولا في الممات . والعلماء ورثة الأنبياء ، فينبغي أن يعرضوا عن الجهلة الأغبياء الذين يطعنون في علومهم ويلغون في أقوالهم ، ويفهمون غير مقصودهم ، كما فعل المشركون في القرآن المبين فقالوا : { لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون } . فكما جعل لكل نبي عدوا من المجرمين ، جعل لكل عالم من المقربين عدوا من المجرمين . فمن صبر من العلماء على عداوة الأغبياء كما صبر الأنبياء ، نصر كما نصروا وأجر كما أجروا وظفر [ ص: 29 ] كما ظفروا وكيف يفلح من يعادي حزب الله ويسعى في إطفاء نور الله ؟ والحسد يحمل على أكثر من ذلك ، فإن اليهود لما حسدوا الرسول عليه السلام حملهم حسدهم على أن قاتلوه وعاندوه ، مع أنهم جحدوا رسالته وكذبوا مقالته .

التالي السابق


الخدمات العلمية