الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                    صفحة جزء
                    [ ص: 82 ] سياق ما روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحث على التمسك بالكتاب والسنة ، وعن الصحابة والتابعين ومن بعدهم ، والخالفين لهم من علماء الأمة - رضي الله عنهم أجمعين

                    79 - أخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن العباس ، أنبا عبد الله بن سليمان بن الأشعث ، ثنا أحمد بن صالح ، أنبا أسد بن موسى ، أنبا معاوية بن صالح ، حدثني ضمرة بن حبيب ، عن عبد الرحمن بن عمرو السلمي ، أنه سمع عرباض بن سارية السلمي يقول : وعظنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - موعظة دمعت منها الأعين ، ووجلت منها القلوب ، قلنا : " يا رسول الله إن هذه موعظة مودع ، فبم تعهد إلينا ؟ قال : " قد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها ، لا يرجع عنها بعدي إلا هالك ، ومن يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا ، فعليكم بما عرفتم من سنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين ، عضوا عليها بالنواجذ ، وعليكم بالطاعة وإن كان عبدا حبشيا ، وإنما المؤمن كالجمل الأنف حيث قيد انقاد " .

                    [ ص: 83 ] قال أبو جعفر - يعني أحمد بن صالح : ليس في حديث ضمرة هذه الكلمة : " وإنما المؤمن .. إلى آخره .

                    80 - أخبرنا محمد بن عمر بن محمد بن حميد ، أنبا أحمد بن عبد الله الوكيل ، أنبا عمرو بن علي ، ثنا أبو عاصم الضحاك بن مخلد ، نا ثور \ح\

                    81 - وأخبرنا يحيى بن إسماعيل بن زكريا النيسابوري ، أنبا أبو حامد أحمد بن الحسين الشرقي ، ثنا محمد بن يحيى ، ثنا عبد الملك بن الصباح ، وأبو عاصم ، قالا : حدثنا ثور ، عن خالد بن معدان ، عن عبد الرحمن بن عمرو السلمي ، عن العرباض بن سارية ، وكان ممن أنزل الله فيهم : ( ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم ) .. الآية ، قال : فدخلنا فسلمنا عليه وقلنا : أتيناك زائرين وعائدين ومقتبسين . فقال : صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال أبو عاصم : " صلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الصبح يوما ، فأقبل علينا فوعظنا موعظة بليغة ذرفت منها الأعين ، ووجلت منها القلوب ، قال : " قلنا : " يا رسول الله ، كأن هذه موعظة مودع ، فماذا تعهد إلينا ؟ " قال أبو عاصم في حديثه - : " فأوصنا " ، قال : " أوصيكم عباد الله بتقوى الله والسمع والطاعة وإن كان عبدا حبشيا ، فإنه من يعش منكم فسيرى بعدي اختلافا كثيرا ، وعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين ، وعضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل [ ص: 84 ] بدعة ضلالة " . واللفظ لمحمد بن يحيى ، ولفظ عمرو بن علي عن أبي عاصم قريب منه .

                    [ ص: 85 ] 82 - أخبرنا محمد بن عبد الرحمن ، ثنا يحيى بن صاعد ، ثنا الحسين بن الحسن المروزي ، ثنا عبد الوهاب ، \ح\

                    83 - وأنبأ أحمد بن عمر بن محمد ، أنبا أحمد بن محمد بن إسماعيل ، ثنا الحسن بن محمد بن الصباح ، ثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد ، ثنا جعفر بن محمد ، عن أبيه :

                    عن جابر ، قال : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " أما بعد ، فأحسن الحديث كتاب الله ، وخير الهدي هدي محمد ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل بدعة ضلالة " . أخرجه مسلم .

                    84 - وأخبرنا محمد بن أحمد بن علي بن حامد ، ثنا أحمد بن السري بن صالح ، ثنا يعقوب بن سفيان ، ثنا سعيد بن أبي مريم ، ثنا محمد بن جعفر ، ثنا موسى بن عقبة ، عن أبي إسحاق ، عن أبي الأحوص ، عن عبد الله بن مسعود : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " إنما هما اثنان : الكلام والهدي ، فأحسن الكلام كلام الله ، وأحسن الهدي هدي محمد ، ألا وإياكم ومحدثات الأمور ، وإن شر الأمور محدثاتها ، وإن كل محدثة بدعة ، ألا لا يطول عليكم الأمد فتقسو قلوبكم " .

                    [ ص: 86 ] 85 - أخبرنا محمد بن أبي بكر ، أنبا محمد بن مخلد ، حدثني أيوب بن الوليد ، أنبا أبو معاوية ، ثنا الأعمش ، عن جامع بن شداد ، عن الأسود بن هلال ، قال : قال عبد الله : " إن أحسن الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وسلم - وإن أحسن الكلام كلام الله ، وإنكم ستحدثون ويحدث لكم ، فكل محدث ضلالة ، وكل ضلالة في النار " . وأتى بصحيفة فيها حديث قال : " فأمر بها فمحيت ثم غسلت ثم أحرقت ، ثم قال : " بهذا هلك أهل الكتاب قبلكم ، نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون ، أنشدت الله رجلا يعلمها عند أحد إلا أعلمني به ، والله لو أني أعلم أنها بدير هند لتبلغت إليها " .

                    86 - أخبرنا عبيد الله بن أحمد ، ثنا أحمد بن علي بن العلاء ، ثنا يوسف بن موسى ، ثنا أبو أسامة ، عن بريد ، عن أبي بردة ، عن أبي موسى ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " إن مثلي ومثل ما بعثني الله به كمثل رجل أتى قومه فقال : يا قوم إني رأيت الجيش بعيني ، وإني النذير العريان فالنجاء ، فأطاعه طائفة من قومه فأدلجوا وانطلقوا على مهلهم فنجوا ، وكذبت طائفة منهم ، فأصبحوا على مكانتهم ، فصبحهم الجيش [ ص: 87 ] فأهلكهم واستباحهم ، فذلك مثلي ومثل من أطاعني واتبع ما جئت به ، ومثل من عصاني وكذب ما جئت به من الحق " . أخرجه البخاري ومسلم .

                    87 - أخبرنا عبيد الله بن أحمد بن علي ، أنبا أحمد بن علي بن العلاء ، ثنا يوسف بن موسى ، ثنا أبو أسامة ، عن بريد ، عن أبي بردة ، عن أبي موسى ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " إن مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل غيث أصاب أرضا ، فكانت منها طائفة طيبة فقبلت الماء وأنبتت الكلأ والعشب الكثير ، وكانت طائفة منها أجادب أمسكت الماء ؛ فنفع شربها الناس ؛ فشربوا منها وسقوا ورعوا ، وأصاب طائفة منها أخرى هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ ، فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلم ، ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ، ولا تقبل هدى الله الذي أرسلت به " . أخرجه البخاري ومسلم .

                    80 - أخبرنا عبيد الله بن عثمان بن علي ، ثنا عثمان بن جعفر ، ثنا [ ص: 88 ] يوسف بن موسى ، ثنا جرير ، وابن فضيل - واللفظ لجرير عن أبي حيان التيمي - عن يزيد بن حيان ، قال : " انطلقت أنا وحصين بن سبرة ، وعمر بن مسلم إلى زيد بن أرقم ، فجلسنا إليه قال حصين : " يا زيد ، رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصليت خلفه وسمعت حديثه وغزوت معه ، لقد أصبت يا زيد خيرا كثيرا ، حدثنا يا زيد بما سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وما شهدت معه قال : " يا ابن أخي ، لقد قدم عهدي ، وكبرت سني ، ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فما حدثتكم فاقبلوا ، وما لا أحدثكم فلا تكلفوني .

                    قام فينا النبي - الله صلى الله عليه وسلم - يوما خطيبا ، فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر ، ثم قال : " أما بعد :

                    فإنما أنا بشر ، يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيب ، وإني تارك فيكم ثقلين ، أولهما كتاب الله - عز وجل - فيه الهدى والنور ، من استمسك به وأخذ به كان على الهدى ، ومن تركه وأخطأه كان على الضلالة ، وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي .. ثلاث مرات
                    " . ( أخرجه مسلم ) .

                    89 - أخبرنا عيسى بن علي بن عيسى ، أنبا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ، ثنا داود بن عمرو ، ثنا صالح بن موسى ، \ح\

                    90 - وأخبرنا الحسن بن عثمان ، ثنا حمزة بن محمد بن العباس ، ثنا عبد الكريم بن الهيثم ، ثنا صالح بن موسى ، عن عبد العزيز بن رفيع ، عن أبي صالح ، [ ص: 89 ] عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " إني قد خلفت فيكم ما لن تضلوا بعدهما أبدا ما أخذتم بهما أو عملتم بهما : كتاب الله وسنتي ، فلن يتفرقا حتى يردا على الحوض " .

                    91 - أخبرنا الحسن بن عثمان ، أنبا محمد بن عبد الله بن إبراهيم ، ثنا موسى بن سهل ، ثنا داود بن المحبر ، حدثني بكر بن الأسود ، قال : سمعت الحسن يقول : " إن أغبط الناس قوم قرءوا هذا القرآن وعملوا بسننه ، وإن أحق الناس بهذا قوم عملوا بما فيه وإن كانوا لا يقرءونه ، وإن هذا القرآن وثاق أوثق الله به المؤمنين " .

                    92 - أخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن العباس ، ثنا يحيى بن محمد بن صاعد ، ثنا محمد بن زياد ، ثنا حماد بن زيد ، عن عاصم \ح\

                    93 - وأخبرنا أحمد بن عبيد ، أنبا علي بن عبد الله بن مبشر ، ثنا أحمد بن سنان ، ثنا عمرو بن عون ، ثنا حماد بن زيد ، \ح\

                    [ ص: 90 ] 94 - وأخبرنا الحسن بن عثمان ، أنبا إسماعيل بن محمد ، ثنا عباس بن محمد ، ثنا يزيد بن هارون ، ثنا حماد بن زيد ، عن عاصم بن أبي النجود ، عن أبي وائل ، عن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال : خط لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطا فقال : " هذا سبيل الله " ، ثم خط في جانبه خطوطا . زاد محمد بن زياد في حديثه عن حماد " يمينا وشمالا ، ثم قال : " هذه سبل " ، زاد يزيد بن هارون ، " متفرقة ، على كل سبيل منها شيطان يدعو " ثم قرأ هذه الآية : ( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ) . وهذا لفظ يزيد بن هارون وابن زياد .

                    95 - أخبرنا عبد الرحمن بن عمر بن أحمد ، أنبا الحسين بن إسماعيل ، ثنا أبو هشام الرفاعي ، ثنا حفص ، عن مجالد ، عن الشعبي ، عن جابر ، قال : خط لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطا فقال : " هذا سبيل " ، ثم خط خططا فقال : " هذه سبل الشيطان ، فما منها سبيل إلا عليها [ ص: 91 ] شيطان يدعو إليه الناس ، فإنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيبه ، وأنا تارك فيكم الثقلين : أولهما كتاب الله - عز وجل - فيه الهدى والنور ، من استمسك به وأخذ به كان على الهدى ، ومن تركه وأخطأه كان على الضلالة ، وأهل بيتي أذكركم الله عز وجل في أهل بيتي ، واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا " .

                    96 - أخبرنا كوهي بن الحسن ، ثنا أحمد بن القاسم بن نصر ، ثنا الحسن بن حماد - سجادة - ، ثنا يزيد بن هارون ، عن حماد بن زيد ، عن علي بن زيد ، عن أبي عبيدة ، عن عبد الله أنه قرأ : ( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل ) وقال : " على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه " .

                    97 - أخبرنا كوهي بن الحسن ، أنبا أبو حامد محمد بن هارون [ ص: 92 ] الحضرمي ، ثنا نصر بن علي ، ثنا سفيان ، عن سالم أبي النضر - أو زيد بن أسلم - عن عبد الله بن أبي رافع ، عن أبيه ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم \ح\

                    98 - وأخبرنا محمد بن علي بن محمد اليساوي ، ثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم ، ثنا الربيع بن سليمان ، أنبا الشافعي ، أنبا سفيان بن عيينة ، أنبا سالم أبو النضر أنه سمع عبيد الله بن أبي رافع يحدث عن أبيه ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " لا ألفين أحدكم متكئا على أريكته يأتيه الأمر من أمري مما أمرت به أو نهيت عنه فيقول : ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه " .

                    [ ص: 93 ] زاد الشافعي - رضي الله عنه :

                    قال سفيان : " وحدثنيه محمد بن المنكدر ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مثله .

                    قلت : " وذكر نصر زيد بن أسلم في الإسناد وهم ورواه أحمد بن حنبل ، وعبد الله بن محمد النفيلي وغيرهما عن سفيان مثل رواية الشافعي ، وهو الصواب .

                    99 - أخبرنا عيسى بن علي ، أنبا عبد الله بن محمد البغوي ، ثنا عبد الرحمن بن صالح ، أنبا عيسى بن يونس ، عن الأوزاعي ، عن حسان بن عطية ، قال : " كان جبريل - صلى الله عليه وسلم - ينزل على النبي - صلى الله عليه وسلم - بالسنة كما ينزل القرآن عليه ، يعلمه إياها كما يعلمه القرآن " .

                    [ ص: 94 ] 100 - أخبرنا محمد بن عثمان بن محمد ، ثنا سعيد بن محمد الحناط ، ثنا إسحاق بن أبي إسرائيل ، ثنا سفيان بن عيينة ، عن هلال الوزان ، قال : حدثنا شيخنا القديم عبد الله بن عكيم - وكان قد أدرك الجاهلية - قال : أرسل إليه الحجاج يدعوه ، فلما أتاه قال : كيف كان عمر يقول ؟ قال : كان عمر يقول : " إن أصدق القيل قيل الله ، ألا وإن أحسن الهدي هدي محمد ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة ضلالة ، ألا وإن الناس بخير ما أخذوا العلم عن أكابرهم ، ولم يقم الصغير على الكبير ، فإذا قام الصغير على الكبير فقد " .

                    101 - أخبرنا الحسن بن عثمان ، أنبا إسماعيل بن محمد ، أنبا الحسن بن مكرم ، ثنا الحسن بن قتيبة ، عن مغيرة السراج ، وسفيان الثوري ، وشعبة بن الحجاج ، وإسرائيل ، ومطر ، ومالك بن مغول ، وعبد الرحمن المسعودي ، وشريك ، وأبي بكر بن عياش ، عن أبي إسحاق ، عن سعيد بن وهب ، قال : قال عبد الله : " لا يزال الناس بخير ما أتاهم العلم من قبل كبرائهم ، فإذا أتاهم العلم من قبل أصاغرهم هلكوا " .

                    [ ص: 95 ] 102 - أخبرنا الحسين بن علي بن زنجويه ، أنبا محمد بن هارون بن الحجاج المقري القزويني ، ثنا أبو زرعة الرازي ، ثنا موسى بن أيوب النصيبي ، ثنا ابن المبارك ، عن ابن لهيعة ، عن بكر بن سوادة ، عن أبي أمية الجمحي ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " إن من أشراط الساعة أن يلتمس العلم عند الأصاغر " . قال موسى : قال ابن المبارك : الأصاغر من أهل البدع .

                    103 - أخبرنا عبيد الله بن محمد بن أحمد ، ثنا أحمد بن محمد بن الصباح الهروي ، قال : سمعت أبا حامد قال : سمعت إبراهيم الحربي يقول في قوله : " لا يزالون بخير ما أتاهم العلم من قبل كبرائهم " .

                    معناه أن الصغير إذا أخذ بقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والصحابة والتابعين فهو كبير ، والشيخ الكبير إن أخذ بقول أبي حنيفة وترك السنن فهو صغير " .

                    [ ص: 96 ] 104 - أخبرنا عبد الرحمن بن عمر ، أنبا محمد بن أحمد بن يعقوب ، ثنا جدي يعقوب بن شيبة ، ثنا يعلى بن عبيد ، ومحاضر بن المورع ، قالا : ثنا الأعمش ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن أبي عبد الرحمن ، قال : قال عبد الله : " اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم " . زاد محاضر : " كل بدعة ضلالة " .

                    105 - أخبرنا كوهي بن الحسن ، أنبا أحمد بن القاسم ، أنبا الحسن بن حماد سجادة ، ثنا هاشم بن القاسم ، عن أبي جعفر الرازي ، عن العلاء بن المسيب ، عن أبيه ، قال : قال عبد الله \ح\

                    106 - وأخبرنا محمد بن عمر بن حميد البزار ، قال : أخبرنا عبد الله بن محمد بن أبي سعيد البزاز ، ثنا يوسف بن يعقوب ، ثنا محمد بن سابق ، ثنا أبو جعفر الرازي ، عن العلاء بن المسيب ، عن أبيه ، قال : قال عبد الله : " إنا نقتدي ولا نبتدي ، ونتبع ولا نبتدع ، ولن نضل ما [ ص: 97 ] تمسكنا بالأثر " لفظهما سواء .

                    107 - أخبرنا محمد بن عبد الرحمن ، ثنا يحيى بن محمد بن صاعد ، ثنا يوسف بن سعيد بن مسلم ، ثنا خلف بن تميم ، ثنا سعيد بن صالح الأسدي ، ثنا واصل بن حيان الأحدب ، عن عاتكة بنت جزء ، قالت : أتينا عبد الله بن مسعود فسألناه عن الدجال ، قال لنا : " لغير الدجال أخوف عليكم من الدجال ، أمور تكون من كبرائكم فأيما مرية أو رجيل أدرك ذاك الزمان ، فالسمت الأول السمت الأول ، فأما اليوم على السنة " .

                    108 - أخبرنا كوهي بن الحسن ، أنبا أحمد بن القاسم ، ثنا الحسن بن حماد سجادة ، ثنا إسماعيل بن إبراهيم ، ثنا أيوب ، عن أبي قلابة ، عن ابن مسعود ، قال : " عليكم بالعلم قبل أن يقبض ، وقبضه أن يذهب أهله " - أو قال أصحابه - وقال : " عليكم بالعلم ، فإن أحدكم لا يدري متى يفتقر إليه أو يفتقر إلى ما عنده ، وإنكم ستجدون أقواما يزعمون أنهم يدعونكم إلى كتاب الله وقد نبذوه وراء ظهورهم ، فعليكم بالعلم ، وإياكم والتبدع ، وإياكم والتنطع ، وإياكم والتعمق ، وعليكم بالعتيق " .

                    109 - أخبرنا محمد بن عمر بن حميد ، أنبا أحمد بن عبد الله الوكيل ، ثنا حماد بن الحسين ، ثنا أزهر عن ابن عون ، [ ص: 98 ] عن محمد بن سيرين قال : كانوا يرونه على الطريق ما دام علي الأثر .

                    110 - وأخبرنا أحمد بن عبيد ، أنبا محمد بن الحسين ، ثنا أحمد بن زهير ، ثنا عبيد الله بن عمر ، ثنا أزهر ، عن ابن عون ، عن محمد بن سيرين ، قال : " كانوا يرون أنهم على الطريق ما كانوا على الأثر " .

                    111 - وأخبرنا أحمد بن عبيد ، ثنا محمد بن الحسين ، ثنا أحمد بن زهير ، ثنا عبد الله بن عمر ، ثنا أزهر ، عن ابن عون ، عن محمد بن سيرين 112 - وأخبرنا أحمد ، أنبا علي بن عبد الله بن مبشر ، ثنا أحمد بن سنان ، قال : سمعت شاذ بن يحيى يقول : " ليس طريق أقصد إلى الجنة من طريق من سلك الآثار " .

                    113 - أخبرنا عيسى بن علي ، أخبرنا عبد الله بن محمد البغوي ، ثنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق ، ثنا عبدان ، عن عبد الله يعني ابن المبارك ، قال سفيان : " وجدت الأمر الاتباع " .

                    114 - وأخبرنا محمد بن الحسين الفارسي ، أنبا يوسف بن يعقوب [ ص: 99 ] بن إسحاق ، ثنا العلاء بن سالم ، أنبا أبو معاوية ، أنبا الأعمش ، عن مالك بن الحارث ، عن عمارة ، عن عبد الرحمن بن يزيد ، عن عبد الله ، قال : " الاقتصاد في السنة خير من الاجتهاد في البدعة " .

                    115 - أخبرنا عبد الرحمن بن عمر ، ثنا محمد بن إسماعيل ، ثنا أحمد بن عبد الوهاب ، ثنا المغيرة ، ثنا جرير بن عثمان ، ثنا عبد الرحمن بن أبي عوف ، عن أبي الدرداء ، قال : " اقتصاد في السنة خير من اجتهاد في بدعة " .

                    116 - أخبرنا محمد بن الحسين الفارسي ، أنبا أحمد بن سعيد الثقفي ، ثنا محمد بن يحيى الذهلي ، ثنا عبد الرزاق ، أنبا معمر ، عن الزهري ، قال : سمعت أبا إدريس يقول : أدركت أبا الدرداء ووعيت عنه ، وأدركت عبادة بن الصامت ووعيت عنه ، وأدركت شداد بن أويس ووعيت عنه ، وفاتني معاذ بن جبل ، فأخبرت أنه كان يقول في كل مجلس يجلسه : " الله حكم قسط تبارك اسمه ، هلك المرتابون ، إن من ورائكم فتنا يكثر فيها المال ، ويفتح فيها القرآن حتى يأخذه الرجل والمرأة والحر والعبد والصغير والكبير ، فيوشك الرجل أن يقرأ القرآن فيقول : قد قرأت القرآن فما للناس لا يتبعوني وقد قرأت القرآن ؟ ثم ما هم بمتبعي حتى أبتدع لهم غيره . وإياكم وما ابتدع ؛ فإن ما ابتدع ضلالة ، واتقوا زيغة الحكيم فإن الشيطان يلقي على في الحكيم الضلالة ، ويلقي المنافق كلمة [ ص: 100 ] الحق " . قال : قلنا : " وما يدرينا يرحمك الله أن المنافق يلقي كلمة الحق ، وأن الشيطان يلقي على في الحكيم كلمة الضلالة ؟ قال : " اجتنبوا من كلام الحكيم كل متشابه ، الذي إذا سمعته قلت : ما هذا ؟ ولا ينأ بك ذلك عنه ، فإنه لعله أن يراجع ويلقي الحق إذا سمعه ، فإن على الحق نورا " .

                    117 - أخبرنا أحمد بن عبيد ، أنبا علي بن عبد الله بن مبشر ، ثنا أحمد بن المقدام ، ثنا حماد بن زيد ، عن أيوب ، عن أبي قلابة ، قال : قال معاذ بن جبل : " أيها الناس ، إنها ستكون فتنة يكثر فيها المال ، ويفتح فيها القرآن ، فيقرؤه المؤمن والمنافق والمرأة والرجل والصغير والكبير ، حتى يقول الرجل : قد قرأت القرآن ولا أرى الناس يتبعوني ، أفلا أقرؤه عليهم علانية ؟ قال : فيقرؤه علانية ، فلا يتبعه أحد ، فيقول : قد قرأته علانية فلا أراهم يتبعوني . فيتخذ مسجدا في داره " ، أو قال : " في بيته ، فيبتدع فيه قولا " ، أو قال : " حديثا ليس من كتاب الله ولا من سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإياكم وما ابتدع ، فإن ما ابتدع ضلالة " .

                    118 - أخبرنا أحمد ، أنبا علي ، ثنا حماد ، عن خالد ، قال : مر أبو قلابة برجل قد اتخذ مسجدا في داره ، فقال : " رحم الله [ ص: 101 ] معاذ بن جبل ، رحم الله معاذا " .

                    119 - أخبرنا كوهي بن الحسن ، أنبا أحمد بن القاسم ، ثنا الحسن بن حماد سجادة ، ثنا يزيد بن هارون ، عن ابن عون ، عن إبراهيم ، قال : قال حذيفة : " اتقوا الله يا معشر القراء ، خذوا طريق من قبلكم ، فوالله لئن سبقتم لقد سبقتم سبقا بعيدا ، وإن تركتموه يمينا وشمالا لقد ضللتم ضلالا بعيدا " .

                    120 - أخبرنا عيسى بن علي ، أنبا عبد الله بن محمد البغوي ، ثنا شيبان بن فروخ ، ثنا سليمان بن المغيرة ، عن حميد بن هلال ، حدثني مولى لابن مسعود قال : دخل أبو مسعود على حذيفة ، فقال : " اعهد إلي " . فقال : " ألم يأتك اليقين ؟ " قال : " بلى وعزة ربي " . قال : " فاعلم أن الضلالة حق الضلالة أن تعرف ما كنت تنكر ، وأن تنكر ما كنت تعرف ، وإياك والتلون في دين الله تعالى ، فإن دين الله واحد " .

                    [ ص: 102 ] 121 - أخبرنا عبد الرحمن بن عمر ، ثنا محمد بن إسماعيل بن إسحاق ، ثنا أحمد بن عبد الوهاب ، ثنا أبو المغيرة ، ثنا ابن أبي مريم ، حدثني حبيب بن عبيد ، عن عبد الملك بن مروان أنه سأل غضيف بن الحارث عن القصص ورفع الأيدي على المنابر ، فقال غضيف : " إنهما لمن أمثل ما أحدثتم ، وإني لا أجيبك إليهما ؛ لأني حدثت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " ما من أمة تحدث في دينها بدعة إلا ضاعت مثلها من السنة " . فالتمسك بالسنة أحب إلي من أن أحدث بدعة .

                    122 - وأخبرنا عبد الرحمن بن عمر ، أنبا محمد بن أحمد بن يعقوب ، ثنا جدي يعقوب بن شيبة ، ثنا محمد بن عبد الله بن نمير ، ثنا قبيصة ، عن سفيان ، عن الأعمش ، عن أبي عمار ، عن صلة ، عن عبد الله ، قال : " يجيء قوم يتركون من السنة مثل هذا " - يعني مفصل الأصبع - " فإن تركتموهم جاءوا بالطامة الكبرى ، وإنه لم يكن أهل كتاب قط إلا كان أول ما يتركون السنة ، وإن آخر ما يتركون [ ص: 103 ] الصلاة ، ولولا أنهم يستحيون لتركوا الصلاة " .

                    123 - أخبرنا محمد بن عبد الله الجعفي ، أنبا محمد بن جعفر بن رباح ، ثنا علي بن المنذر ، ثنا ابن فضيل ، عن يزيد بن أبي زياد ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله ، قال : " كيف أنتم إذا لبستكم فتنة يربو فيها الصغير ، ويهرم فيها الكبير ، إذا ترك منها شيء قيل : تركت السنة " . قيل : متى ذلك يا أبا عبد الرحمن ؟ قال : ذلك إذا ذهب علماؤكم ، وكثرت جهالكم ، وكثرت قراؤكم ، وقلت فقهاؤكم ، والتمست الدنيا بعمل الآخرة ، وتفقه لغير الدين " .

                    124 - أخبرنا عبد الرحمن بن عمر ، أنبا عبد الرحمن بن محمد الزهري ، ثنا العباس بن محمد ، ثنا يونس بن محمد ، عن عبد المؤمن ، ثنا مهدي العبدي ، عن \ح\

                    125 - وأخبرنا علي بن محمد بن عبد الله ، أنبا عثمان بن أحمد ، ثنا الحسن بن سلام ، ثنا عفان ، ثنا عبد المؤمن السدوسي ، ثنا مهدي بن أبي مهدي العبدي ، قال : حدثني عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : " ما يأتي على الناس عام إلا أحدثوا فيه بدعة وأماتوا سنة ، حتى تحيا البدع وتموت السنن " . وسمعته يقول : " حتى تظهر البدع " .

                    [ ص: 104 ] 126 - أخبرنا أحمد بن محمد ، أنبا عمر بن أحمد ، ثنا أبي ، أنبا محمد بن عبيد الله ، ثنا شبابة ، ثنا هشام بن الغاز ، عن نافع ، عن ابن عمر ، قال : " كل بدعة ضلالة ، وإن رآها الناس حسنة " .

                    127 - أخبرنا علي بن محمد بن محمد بن أحمد بن بكر ، ثنا الحسن بن عثمان ، ثنا يعقوب بن سفيان ، ثنا محمد بن عقبة الشيباني ، ثنا أبو إسحاق ، عن الأوزاعي ، عن يحيى بن أبي عمرو ، عن عبد الله بن الديلمي ، قال : " إن أول ذهاب الدين ترك السنة ، يذهب الدين سنة سنة ، كما يذهب الحبل قوة قوة " .

                    128 - وقال ابن الديلمي : سمعت ابن عمرو يقول : " ما ابتدعت بدعة إلا ازدادت مضيا ، ولا تركت سنة إلا ازدادت هويا " .

                    129 - وأخبرنا علي ، أنبا الحسن ، ثنا يعقوب ، ثنا صفوان بن صالح ، ثنا عمر بن عبد الواحد ، عن الأوزاعي ، عن حسان بن عطية ، قال : " ما ابتدع قوم بدعة في دينهم إلا نزع الله من سنتهم مثلها ، ثم لا يعيدها عليهم إلى يوم القيامة " .

                    130 - أخبرنا محمد بن عبد الرحمن ، ثنا أحمد بن محمد بن أبي شيبة ، ثنا علي بن إشكاب الكبير ، ثنا أبو بدر شجاع ، عن سليمان بن مهران ، عن سلمة بن كهيل ، عن أبي الأحوص ، [ ص: 105 ] عن عبد الله ، قال : " ألا لا يقلدن أحدكم دينه رجلا ، إن آمن آمن وإن كفر كفر ، فإن كنتم لا بد مقتدين فبالميت ، فإن الحي لا يؤمن عليه الفتنة " .

                    131 - أخبرنا الحسن بن عثمان ، ثنا علي بن محمد بن الزبير ، ثنا أحمد بن حازم ، ثنا عبيد الله بن موسى ، عن إسرائيل ، عن أبي حصين ، عن يحيى بن وثاب ، عن مسروق ، عن عبد الله ، قال : " لا تقلدوا دينكم الرجال ، فإن أبيتم فبالأموات لا بالأحياء " .

                    132 - أخبرنا أحمد بن عبيد ، أنبا علي بن عبد الله بن مبشر ، ثنا أحمد بن سنان ، ثنا عبد الرحمن بن مهدي ، عن سفيان ، \ح\

                    133 - وأخبرنا أحمد بن منصور ، أنبا يزيد بن الحسن البزار ، أنبا أحمد بن عبيد الله الساباطي ، ثنا إسحاق بن يوسف ، ثنا سفيان ، عن ابن طاوس ، عن طاوس ، عن ابن عباس : أن معاوية قال له : أنت على ملة علي ؟ قال : " لا ، ولا على ملة عثمان ، ولكني على ملة النبي - صلى الله عليه وسلم " . لفظهما سواء قريب .

                    134 - أخبرنا علي بن أحمد بن محمد بن بكر ، أنبا الحسن بن عثمان ، ثنا يعقوب بن سفيان ، ثنا سعيد بن أبي مريم ، ثنا رشدين بن سعد ، حدثني عقيل ، عن ابن شهاب ، [ ص: 106 ] عن عمر بن عبد العزيز ، قال : " سن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وولاة الأمر بعده سننا ، الأخذ بها تصديق لكتاب الله - عز وجل - واستكمال لطاعته ، وقوة على دين الله ، ليس لأحد تغييرها ولا تبديلها ، ولا النظر في رأي من خالفها ، فمن اقتدى بما سنوا اهتدى ، ومن استبصر بها أبصر ، ومن خالفها واتبع غير سبيل المؤمنين ولاه الله - عز وجل - ما تولاه وأصلاه جهنم وساءت مصيرا " .

                    136 - أخبرنا أحمد بن عبيد ، أنبا أحمد بن حمدويه ، ثنا محمد بن إبراهيم البوشنجي ، ثنا محبوب بن موسى ، ثنا أبو إسحاق ، عن الأوزاعي ، عن الزهري ، قال : " كان من مضى من علمائنا يقول : " الاعتصام بالسنة نجاة ، والعلم يقبض سريعا ، فنعش العلم ثبات الدين والدنيا ، وذهاب العلماء ذهاب ذلك كله " .

                    137 - أخبرنا علي بن محمد ، أنبا الحسن بن عثمان ، ثنا يعقوب ، ثنا عبد الله بن صالح ، حدثني الليث ، حدثني يونس ، عن ابن شهاب ، بلغنا عن رجال من أهل العلم أنهم كانوا يقولون : " الاعتصام بالسنة نجاة ، والعلم يقبض قبضا سريعا ، فنعش العلم ثبات الدين والدنيا ، وذهاب ذلك كله في ذهاب العلم " .

                    التالي السابق


                    الخدمات العلمية