الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 50 ] ثم دخلت سنة خمس وسبعمائة

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      استهلت والحكام هم المذكورون فيما مضى . وجاء الخبر في أولها أن جماعة من التتر كمنوا لجيش حلب ، وقتلوا منهم خلقا من الأعيان وغيرهم ، وكثر النوح ببلاد حلب بسبب ذلك ، وفي مستهل المحرم حكم جلال الدين القزويني أخو قاضي القضاة إمام الدين نيابة عن ابن صصرى . وفي ثانيه خرج نائب السلطنة بمن بقي معه من الجيوش الشامية ، وقد كان تقدم بين يديه طائفة منهم مع ابن تيمية في ثاني المحرم ، فساروا إلى بلاد الجرد ، والرفض ، والتيامنة ، فخرج نائب السلطنة الأفرم بنفسه بعد خروج الشيخ لغزوهم ، فنصرهم الله عليهم ، وأبادوا خلقا كثيرا منهم ومن فرقتهم الضالة ، ووطئوا أراضي كثيرة من منيع بلادهم ، وعاد نائب السلطنة إلى دمشق في صحبة الشيخ تقي الدين ابن تيمية والجيش ، وقد حصل بسبب شهود الشيخ هذه الغزوة خير كثير ، وأبان الشيخ علما وشجاعة في هذه الغزوة ، وقد امتلأت قلوب أعدائه حسدا له وغما .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 51 ] وفي مستهل جمادى الأولى قدم القاضي أمين الدين أبو بكر ابن القاضي وجيه الدين عبد العظيم بن الرقاقي المصري من القاهرة على نظر الدواوين بدمشق ، عوضا عن عز الدين بن ميسر .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية