الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      [ ص: 262 ] الزعفراني ( خ ، د ، ت ، س )

                                                                                      الإمام العلامة ، شيخ الفقهاء والمحدثين أبو علي ، الحسن بن محمد بن الصباح ، البغدادي الزعفراني ، يسكن محلة الزعفراني .

                                                                                      ولد سنة بضع وسبعين ومائة وحج .

                                                                                      وسمع من : سفيان بن عيينة ، وأبي معاوية الضرير ، وإسماعيل بن علية ، وعبيدة بن حميد ، ووكيع بن الجراح ، وعبد الوهاب الثقفي ، ومحمد بن أبي عدي ، ويزيد بن هارون ، وحجاج بن محمد ، وأبي عبد الله الشافعي ، وخلق كثير .

                                                                                      وقرأ على الشافعي كتابه القديم ، وكان مقدما في الفقه والحديث ، [ ص: 263 ] ثقة جليلا ، عالي الرواية ، كبير المحل .

                                                                                      حدث عنه : البخاري ، وأبو داود ، والترمذي ، والنسائي ، والقزويني ، وزكريا الساجي ، وأبو العباس بن سريج ، وإمام الأئمة ابن خزيمة ، وأبو عوانة الإسفراييني ، وعمر بن بجير ، وأبو القاسم البغوي ، وأبو محمد بن صاعد ، وأبو بكر بن زياد ، ومحمد بن مخلد ، والقاضي المحاملي ، وأبو سعيد بن الأعرابي ، وعدد كثير .

                                                                                      قال النسائي : ثقة .

                                                                                      قال إبراهيم بن يحيى : سمعت الزعفراني يقول : ما على وجه الأرض قوم أفضل من أصحاب هذه المحابر ، يتبعون آثار رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، ويكتبونها كي لا تندرس .

                                                                                      وقال ابن حبان : كان أحمد بن حنبل وأبو ثور يحضران عند الشافعي ، وكان الحسن بن محمد الزعفراني هو الذي يتولى القراءة عليه .

                                                                                      قال زكريا الساجي : سمعت الزعفراني يقول : قدم علينا الشافعي ، واجتمعنا إليه ، فقال : التمسوا من يقرأ لكم ، فلم يجترئ أحد أن يقرأ عليه غيري . وكنت أحدث القوم سنا ، ما كان بعد في وجهي شعرة ، وإني لأتعجب اليوم من انطلاق لساني بين يدي الشافعي رحمه الله ، وأعجب من [ ص: 264 ] جسارتي يومئذ -قلت : كان الزعفراني من الفصحاء البلغاء- قال : فقرأت عليه الكتب كلها إلا كتابين : " كتاب المناسك " و " كتاب الصلاة " .

                                                                                      قال أحمد بن محمد بن الجراح : سمعت الحسن الزعفراني يقول : لما قرأت كتاب " الرسالة " على الشافعي قال لي : من أي العرب أنت؟ .

                                                                                      قلت : لست بعربي ، وما أنا إلا من قرية ، يقال لها : الزعفرانية . قال : فأنت سيد هذه القرية .

                                                                                      قال علي بن محمد بن عمر الفقيه بالري ، حدثنا أبو عمر الزاهد .

                                                                                      قال : سمعت الفقيه أبا القاسم بن بشار الأنماطي يقول : سمعت المزني يقول : سمعت الشافعي يقول : رأيت ببغداد نبطيا ينتحي علي حتى كأنه عربي ، وأنا نبطي ، فقيل له : من هو؟ قال : الزعفراني .

                                                                                      توفي أبو علي ببغداد في سلخ شعبان سنة ستين ومائتين . وهو في عشر التسعين .

                                                                                      وفيها مات عبد الرحمن بن بشر بن الحكم ، وعبيد الله بن سعد [ ص: 265 ] الزهري ، وأحمد بن عثمان بن حكيم ، وأيوب بن سافري ، ومالك بن طوق منشئ الرحبة ، والحسن بن علي بن محمد بن الرضى العلوي أحد الاثني عشر الذين تدعي الرافضة عصمتهم .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية