الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        باب من رجع القهقرى في صلاته أو تقدم بأمر ينزل به رواه سهل بن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم

                                                                                                                                                                                                        1148 حدثنا بشر بن محمد أخبرنا عبد الله قال يونس قال الزهري أخبرني أنس بن مالك أن المسلمين بينا هم في الفجر يوم الاثنين وأبو بكر رضي الله عنه يصلي بهم ففجئهم النبي صلى الله عليه وسلم قد كشف ستر حجرة عائشة رضي الله عنها فنظر إليهم وهم صفوف فتبسم يضحك فنكص أبو بكر رضي الله عنه على عقبيه وظن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد أن يخرج إلى الصلاة وهم المسلمون أن يفتتنوا في صلاتهم فرحا بالنبي صلى الله عليه وسلم حين رأوه فأشار بيده أن أتموا ثم دخل الحجرة وأرخى الستر وتوفي ذلك اليوم

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        قوله : ( باب من رجع القهقرى في الصلاة ، أو تقدم بأمر ينزل به ، رواه سهل بن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم ) يشير بذلك إلى حديثه الماضي قريبا ففيه : " فرفع أبو بكر يديه ، فحمد الله ، ثم رجع القهقرى " . وأما قوله : " أو تقدم " ، فهو مأخوذ من الحديث أيضا ، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم وقف في الصف الأول خلف أبي بكر على إرادة الائتمام به ، فامتنع أبو بكر من ذلك ، فتقدم النبي صلى الله عليه وسلم ، ورجع أبو بكر من موقف الإمام إلى موقف المأموم . ويحتمل أن يكون المراد بحديث سهل ما تقدم في الجمعة من صلاته صلى الله عليه وسلم على المنبر ، ونزوله القهقرى حتى سجد في أصل المنبر ، ثم تقدم حتى عاد إلى [ ص: 94 ] مقامه ، والله أعلم . واستدل به على جواز العمل في الصلاة حكمه إذا كان يسيرا ولم يحصل فيه التوالي .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( حدثنا بشر بن محمد ) هو المروزي ، وعبد الله هو ابن المبارك ، ويونس هو ابن يزيد . قوله : ( قال يونس ، قال الزهري ) ؛ أي قال : قال يونس ، وهي تحذف خطا في الاصطلاح لا نطقا .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( ففجأهم ) قال ابن التين : كذا وقع في الأصل بالألف ، وحقه أن يكتب بالياء ، لأن عينه مكسورة كوطئهم . انتهى . وبقية فوائد المتن تقدمت في " باب أهل العلم والفضل أحق بالإمامة " من أبواب الإمامة ، ويأتي الكلام عليه مستوفى في أواخر المغازي ، إن شاء الله تعالى .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية