الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                باب الترغيب في قيام رمضان وهو التراويح

                                                                                                                759 حدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن ابن شهاب عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه [ ص: 378 ]

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                [ ص: 378 ] قوله - صلى الله عليه وسلم - : ( من قام رمضان إيمانا واحتسابا ) معنى ( إيمانا ) تصديقا بأنه حق مقتصد فضيلته ، ومعنى ( احتسابا ) أن يريد الله تعالى وحده لا يقصد رؤية الناس ، ولا غير ذلك مما يخالف الإخلاص . والمراد بقيام رمضان صلاة التراويح ، واتفق العلماء على استحبابها ، واختلفوا في أن الأفضل صلاتها منفردا في بيته أم في جماعة في المسجد ؟ فقال الشافعي وجمهور أصحابه وأبو حنيفة وأحمد وبعض المالكية وغيرهم : الأفضل صلاتها جماعة كما فعله عمر بن الخطاب والصحابة - رضي الله عنهم - واستمر عمل المسلمين عليه لأنه من الشعائر الظاهرة فأشبه صلاة العيد . وقال مالك وأبو يوسف وبعض الشافعية وغيرهم : الأفضل فرادى في البيت لقوله - صلى الله عليه وسلم - : ( أفضل الصلاة صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة ) .

                                                                                                                قوله - صلى الله عليه وسلم - : ( غفر له ما تقدم من ذنبه ) المعروف عند الفقهاء أن هذا مختص بغفران الصغائر [ ص: 379 ] دون الكبائر قال بعضهم : ويجوز أن يخفف من الكبائر ما لم يصادف صغيرة .




                                                                                                                الخدمات العلمية