الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                  صفحة جزء
                                                                  إسلام أبي قرصافة واسمه جندرة بن خيشنة رضي الله عنه

                                                                  10 - حدثنا محمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني قال : ثنا أيوب بن علي بن الهيصم قال : ثنا زياد بن سيار قال : أخبرتني عزة بنت عياض بن أبي قرصافة ، أنها سمعت جدها أبا قرصافة ، صاحب رسول الله - صلى الله [ ص: 213 ] عليه وسلم - يقول : كان بدء إسلامي أني كنت يتيما بين أمي وخالتي ، وكان أكثر ميلي إلى خالتي ، وكنت أرعى شويهات لي ، وكانت خالتي كثيرا ما تقول لي : يا بني ، لا تمر إلى هذا الرجل - تعني رسول الله صلى الله عليه وسلم - فيغويك ويضلك ، فكنت أخرج حتى آتي المرعى ، فأترك شويهاتي ثم آتي النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فلا أزال عنده أسمع منه ، ثم أروح بغنمي ضمرا يابسات الضروع ، وقالت لي خالتي : ما لغنمك يابسات الضروع ؟ قلت : ما أدري ، ثم عدت إليه اليوم الثاني ، ففعل كما فعل في اليوم الأول ، غير أني سمعته يقول : " أيها الناس ، هاجروا وتمسكوا بالإسلام ؛ فإن الهجرة لا تنقطع ما دام الجهاد " ثم إني رجعت بغنمي كما رجعت اليوم الأول ، ثم عدت إليه في اليوم الثالث فلم أزل عند النبي - صلى الله عليه وسلم - أسمع منه حتى أسلمت وبايعت وصافحته بيدي ، وشكوت إليه أمر خالتي وأمر غنيماتي ، فقال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " جئني بالشياه " فجئته بهن فمسح ضروعهن وظهورهن ودعا فيهن بالبركة ، فامتلأت شحما ولبنا ، فلما دخلت على خالتي بهن قالت : يا بني ، هكذا فارع ، قلت : يا خالة ، ما رعيت إلا حيث كنت أرعى كل يوم ، ولكن أخبرك بقصتي ، وأخبرتها بالقصة ، وإتياني النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وأخبرتها بسيرته وبكلامه ، فقالت أمي وخالتي : اذهب بنا إليه ، فذهبت أنا وأمي وخالتي ، فأسلمتا وبايعتا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصافحناه ، فهذا ما كان من إسلام أبي قرصافة وهجرته إلى النبي صلى الله عليه وسلم . قال زياد : وكان أبو قرصافة يسكن أرض تهامة .

                                                                  التالي السابق


                                                                  الخدمات العلمية